يعوّل رئيس المجلس النيابي نبيه بري على الوساطة التي يقوم بها العراق للتقريب بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية، باعتبار ان النجاح في ذلك من شأنه ان يؤدي لاحقا الى حل العديد من الملفات والمواضيع المتصلة بما يعرف بالمحورين السعودي والايراني. علما ان بري كان حض العراق على القيام بهذا الدور التوفيقي اثناء زيارته الاسبوع الماضي بغداد وحتى قبل ذلك عبر اتصالات اجراها مع المسؤولين العراقيين واجتماعات عقدها مع السفير في لبنان علي العامري. وتكشف مصادر عين التينة لـ”المركزية” ان زيارة بري للعراق الاسبوع الماضي كانت لحض العراقيين على تفعيل تلك الوساطة واستكمالها نظرا لما لها من فائدة، ليس لجهة ردم الهوة القائمة بين دول الخليج وبين ما يعرف بدول الممانعة، ايران، سوريا وحسب انما ايضا على لبنان الذي الى جانب الافادة السياسية من هذا التقارب اذا ما حصل، قد يستفيد من العراق كهربائيا وصناعيا وتجاريا.
واذ تكشف المصادر عن لجان متابعة تم تشكيلها في اعقاب هذه الزيارة، تقول ان الرئيس بري وضع المسؤولين العراقيين الذين التقاهم في اجواء زيارتيه لكل من مصر والاردن اللذين يتحركان بدورهما على خط العراق، السعودية، ايران، كما على التوفيق بين العراقيين انفسهم الذين يعيشون واقعا مشابهاً لما عاشه لبنان خلال سنوات الاحداث.
وتابعت المصادر ان الرئيس بري التقى الاطراف العراقية كافة وحضها على المصالحة وشرح الكثير من التجارب اللبنانية وما قام به شخصياً من دور في تقريب وجهات النظر والدعوة الى لقاءات مصالحة وحوار كونه الوسيلة الفضلى لحل المشكلات كافة مهما كان حجمها وتعقيداتها.
وقبل ان تختم المصادر تلفت الى الحراك السياسي الناشط على الخط الايراني – السعودي – العراقي حيث زار بغداد خلال الايام القليلة الماضية اكثر من مسؤول من البلدين المتخاصمين اضافة الى الزيارة التي يقوم بها للرياض اليوم رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي المعطى ما يؤشر اضافة الى ما تحقق الى الكثير من التقدم الايجابي لحل العديد من المشكلات والازمات في المنطقة ما يعود بالخير على لبنان الذي يعاني من تداعيات ومفاعيل الخلاف بين المملكة والجمهورية الاسلامية وصولا الى سوريا وما يتفرع من ملفها.
وتختم المصادر بالاشارة الى اهمية الزيارة ووقعها وابعادها السياسية والدينية اذ تصدرت نشرات الاخبار ووسائل الاعلام، حيث تابعها الشعب العراقي بتفاصيلها كافة.