لفتت أوساط طرابلسيّة لـ”المركزية” إلى “أن نسبة الاقتراع في الانتخابات الفرعيّة، تكون عادةً أقل مما هي عليه في الانتخابات العامة، ولكن ليس بهذا الفارق الكبير”.
وأوضحت أن “سبق وجرت انتخابات فرعيّة عديدة في مناطق لبنانية مختلفة، بسبب الوفاة أو الاستقالة أو غيرها من الظروف، وكانت نسب الاقتراع تتدنى بمعدل 10% تقريباً عن مثيلاتها في الانتخابات العامة. لكن ما حصل في طرابلس يوم الأحد، أن نسبة الاقتراع تدنّت من 48% تقريباً إلى نحو 13% أي بمعدل 35%، وهذا مؤشر خطير وله الكثير من الدلالات”.
وأضافت: لعلّ المؤشر الأول والأهم هو عدم ثقة الناخبين بالطبقة السياسية الحاكمة التي باتت تتحكم منذ عقود، بمفاصل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والمالية والسياسية والأمنية. وهذا يبدو واضحاً جداً من اقتراع 8% فقط من عدد الناخبين في طرابلس للمرشحة الفائزة التي تم التوافق على اسمها، مع اضطرار كبرى المرجعيات السياسية، من خارج مدينة طرابلس إلى زيارتها والسكن فيها أحياناً، لشدّ العصب الانتخابي المرحلي، وهذا غير مستحسن لدى شريحة كبيرة من أهل طرابلس.
كذلك أشارت الأوساط ذاتها إلى أن “المرشحين المنافسين حصدوا نسبَ أصوات لا بأس بها، رغم غياب الإمكانات المالية والاقتصادية والسياسية، وهذا أكبر دليل إلى أن الشعب الطرابلسي بات يفتّش عن أسماء بديلة ومشاريع رديفة تشكّل له بصيص أمل قد يُخرجه من هذا النفق الاجتماعي والاقتصادي المظلم”.
وتابعت: اللافت في الأمر، كمية الأوراق البيضاء والأوراق الملغاة التي وُجدت داخل الصناديق حيث شكّلت نسبتها 10% تقريباً من مجموع المشاركين في العملية الانتخابية. وهذه نسبة لم يسبق لها أن حصلت سابقاً، وهي تؤكد على التململ النامي الحاصل في صفوف الشعب الطرابلسي المظلوم والمستضعف، لأن للورقة البيضاء أو الملغاة الصدى السياسي الأفعل من أسلوب المقاطعة أو اللامبالاة.
ولم تغفل الأوساط الطرابلسيّة الإشارة إلى “بعض الملاحظات حول تفوّق نِسَب الأصوات التي حصلت عليها ما يسمى بـ”المعارضة ” في العديد من الصناديق، ذات التنوّع الطائفي أو الأيديولوجي، لنؤكد أكثر فأكثر أن صورة “طرابلس التعايش” كانت مغايرة تماماً لما فرزته مجاميع الصناديق”.
واعتبرت أن “كل هذا يدعو القيّمين على مصلحة طرابلس بشكل خاص، والشمال بشكل عام، إلى إعادة النظر في أسلوب التعاطي مع قواعدهم الشعبية، وإلى النظر بعين واسعة إلى أهالي طرابلس الذين سئموا استخفاف مسؤوليهم بهم وبمستقبل أولادهم ورفعة منطقتهم”.