استغرب وزير البيئة فادي جريصاتي “عدم تطبيق المخططات التوجيهية التي صدرت في 2002 و2009 الخاص بالمقالع والكسارات، رغم انها ابرمت بطريقة علمية متقدمة”، واعتبر ان “كل ترخيص منح من خارج المجلس الوطني للمقالع والكسارات فساد إداري”، مشددا على أن “المهل الإدارية هرطقة وأن المومنتوم فرض علي للاسراع في معالجة وضع الكسارات والمقالع والمرامل”.
وقال جريصاتي خلال لقاء نظمته معه نقابة المهندسين في بيروت لشرح ومناقشة خطة المقالع والكسارات في لبنان: “9 ملايين دولار في موازنة وزارتي غير كافية و”ما عندي مصاري”، لذلك أطالب نقابة المهندسين بأن تكون “الشريك الاستراتيجي بكل إمكاناتها للمساعدة في التخطيط لتأهيل المقالع”. إعادة تأهيل المقالع المفروض قانونا على أصحابها، فماذا نفعل لتجليل شير مقلع ارتفاعه 1400 متر؟ أصحاب المقالع إذا كان لديهم استثمار لستة أشهر لن يتكفلوا بتأهيل قد يساوي مئة ألف دولار!”.
ورأى ان بعض النواب سيرفضون بـ”خفض الكفالة المصرفية المفروضة على أصحاب مقالع حجر الزينة”، علما أنها “باقية لأنها ذات ضرر أقل وهي استثمارات صغيرة”.
وأعلن جريصاتي عن “اتفاق سياسي” مع رئيس الحكومة سعد الحريري “لفتح باب استيراد الرمل – لا البحص والإسمنت – استنادا الى دراسة أعدتها “إيدال” حول كلفة هذا الاستيراد وتأثيره. وقال: “ان “ضرر المرامل البيئي كبير جدا ويجب إيقافه، خصوصا وأن الأشجار المعمرة تعيش على الرمل”. استيراد الرمل سيتم من سوريا ومصر، وحتى لو من الجزائر والمغرب كما يقترح علي البعض”.
وقال: “بواخر الرمل ستفرغ حمولتها في طرابلس وبيروت وصيدا، لنكون عادلين مع المناطق كافة. فالعدل المناطقي – الطائفي في استيراد الرمل لا يبدو أنه سيسري على إمكانية استيراد الإسمنت تخفيفا من أضرار صناعته”.
وأوضح “ان قرار منع استيراد الإسمنت اتخذته الحكومات المتعاقبة لحماية هذا القطاع والشركات، وهو قرار اقتصادي وسياسي لا علاقة له لا بالبيئة ولا بالوزارة.. علما أن الشركات تحقق أرباحا خيالية. أما فتح المفاوضات مع الشركات لخفض السعر في الداخل وإلزامها بدفع الضرائب وفق مبدأ الملوث يدفع فهو من مهام الحكومة”.
وقال: “ان مشروع القانون الذي سأتقدم به إلى مجلس الوزراء وسيذهب إلى مجلس النواب يلحظ مبدأ الملوث يدفع، والشركات تعترف بالضرر البيئي لها وعليها الدفع”.
واكد جريصاتي أنه يوافق على اقتراح دفن النفايات في المقالع، لأنها “فرصة يمكن الاستفادة منها بعد دراسة أرضية المقالع والمياه الجوفية وتأثيرها الجيولوجي”، إذ يمكن تحويل لعنة المقالع إلى فرصة عبر تأمين حلين، بطمر بقايا النفايات فيها وتحويلها إلى حدائق عامة”.