يعود الرئيس ميشال سليمان إلى بيروت يوم السبت، بعد تلبيته دعوة الرئاسة الصينية لافتتاح “الدورة الثانية لمنتدى الاصلاح والتنمية الصيني العربي” في شانغهاي تحت عنوان “التشارك في بناء الحزام والطريق” وتقاسم التنمية والازدهار.
وخلال كلمته الافتتاحية ومداخلات عدة، لخص الرئيس سليمان خارطة “طريق الحرير” وكيفية استفادة لبنان من موقعه الجغرافي كمنصة لإعادة إعمار سوريا وبوابة لدول الخليج والأشقاء العرب.
وشدد على أهمية تقاسم التنمية والازدهار تحت عنوان التشارك في بناء “الحزام والطريق”، شرط الا يتحول الاستثمار الى استعمار عن طريق اغراق لبنان باليد العاملة الصينية على حساب اليد العاملة الوطنية، وعدم جعل لبنان ساحة لصراعاتهم أو حروبهم الاقتصادية مع باقي الدول.
واعتبر ان الاستثمار يجب ألا يتحول الى مشاريع هيمنة سياسية عبر تنفيذ سياسة حكومات الدول القادرة داخل الدول الاقل قدرة.
ودعا سليمان إلى ضرورة مواكبة المشروع الصيني من قبل الدول العربية عبر تفعيل السوق العربية المشتركة وعبر وضع منظومة للتكامل التنموي بين دول الجامعة العربية يتم من خلالها دعم مشروع تنموي محدد في كل بلد وفقاً لنقاط القوة التي يمتلكها البلد، سواء في الطبابة أو في ميدان التكنولوجيا وفي ميدان التعليم الجامعي ليشكل كل بلد “مركز استقطاب عربي واجنبي في الموضوع المتخصص”، وهكذا فقط يمكن ان نلعب دوراً فاعلاً في مبادرة الطريق والحزام لمواكبة الدول القادرة مثل الصين وغيرها.
واعتبر ان العالم باسره يمر بفترة مخاض عسير جرّاء الثورة الصناعية الرابعة او ما يُعرف بالثورة الرقمية، مع ما توجبه هذه الثورة من تطور وانفتاح. على الرغم من وجود مظاهر تصدي للعولمة قوامها التطرف والتعصب والعنصرية والارهاب والانعزال.
وشدد على ضرورة الحوار كمدخل للتنمية والديموقراطية الليبرالية، ومن هنا يقتضي تعزيز التعاون الثنائي بين الدول والاستفادة ايضاً من المعارض والمنتديات وتعزيز التعاون المتعدد الاطراف، والشروع في تنفيذ خريطة الطريق التي بدأت بتأسيس معهد كونفوشيوس وتأهيل مرفأ طرابلس وعقد اتفاقات تجارية في البقاع وعلى الحدود الشرقية المتاخمة لسوريا من قبل شركات صينية، وإنشاء مركز التحكيم العربي الصيني في بيروت وتوقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة اللبنانية ووفد المجلس الوطني الصيني لتعزيز التجارة الدولية، وتنظيم منتدى الاستثمار الصيني اللبناني في بيروت، وتطوير العلاقات بين البلدين في المجالات الاجتماعية والتجارية والثقافية كافة.
كما باتت الضرورة ملحة لاستعادة الدور اللبناني كمركز اقليمي للتجارة والنقل والسياحة والفن، والسهر على إنشاء البنى التحتية تمهيداً لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة التي تعرف بالثورة الرقمية.
وجدد دعوته إلى التركيز على الوظائف الرئيسية لكل حكومات العالم والتي تتمحور حول التنمية، الديموقراطية والحوار، لأن الحوار يعزز فرص السلام وحسن تطبيق الديموقراطية، والديموقراطية الليبرالية توسع أفق التنمية وتعمّمها على الشرائح كافة.