ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس عيد الفصح على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي.
وفي عظته، توجه الراعي الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قائلا: “وضعتم شعارا لعهدكم “مكافحة الفساد” و”قيام دولة القانون والمؤسسات”، وفي نيتكم أن يكون عهدا مفصليا بين لبنان مضى ولبنان يشرق من جديد لأجيالنا الطالعة. فلا بد من البدء بمكافحة “الفساد السياسي” الظاهر في سوء الأداء، وإهمال موجبات المسؤولية عن الشأن العام، والغنى غير المشروع بشتى الطرق، واستغلال الدين والمذهب لخلق دويلات طائفية في هذه أو تلك من الوزارات والإدارات العامة وأجهزة الأمن، وتكوين مساحات نفوذ فوق القانون والعدالة وسلطة الدولة.”
ولفت الراعي الى ان “من الضرورة إعادة بناء الوحدة الداخلية وتعزيز الولاء للوطن قبل أي ولاء آخر، وتحقيق اللامركزية الإدارية الموسعة، وسن قوانين بنيوية لإصلاح الدولة المركزية. وبما أن “العدل أساس الملك”، فإنا نؤيد كل ما قلتموه منذ خمسة أيام في احتفال نقابة المحامين، بشأن تحرير القضاء من تدخل أية مرجعية سياسية أو حزبية أو مذهبية، ومن التعدي على صلاحياته من أي جهاز أمني. كما يجب تنقية الجسم القضائي من الداخل، منعا لأي شبهة، وتطبيقا لقاعدة الثواب والعقاب. نحن مع فخامتكم نريد للقضاء أن يكون فعلا سلطة دستورية مستقلة”.
وأضاف: “وكون عصب الدولة اقتصادها وماليتها، فإنا إذ نهنئكم والحكومة على إنجاز خطة الكهرباء، بعد سنوات من الانتظار أنهكت خزينة الدولة وجيوب المكلفين، نأمل تنفيذ هذه الخطة بما يلزم من الإسراع والشفافية. فهي بداية الإصلاحات المطلوبة من مؤتمر “سيدر”. وفيما نثني على الجهد الهادف إلى إقرار الموازنة، التي كنا ننتظرها خلال الأسبوع الفائت، لا بد من التذكير بوجوب إقرار قطع الحساب لتستقيم مالية الدولة. أما درجة الخطورة التي بلغها الاقتصاد وواقع المال العام والدين المتنامي، فتستوجب من السلطة السياسية اتخاذ تدابير مجدية، بدلا من تقاذف المسؤوليات. ”
وشدد الراعي على ضرورة “إقفال أبواب هدر المال وسلبه، وضبط الإنفاق والإستدانة، والحد من الفساد والمحاصصة، ولملمة مال الدولة من مختلف مصادره، وجمع ما يتوجب على المواطنين من ضرائب ورسوم، في جميع المناطق ومن الجميع. أما عملية التقشف فيجب تحديد مساحاتها مع الحرص على ألا تكون على حساب ذوي الدخل المحدود والطبقات الفقيرة، لئلا تزيد من نسبة الفقراء عندنا فوق ما هي عليه، وتتسبب بقيام ثورة الجياع، لا سمح الله! وفي خضم الصراع الدولي والإقليمي والمخاطر التي تحيط بمنطقتنا الشرق أوسطية، نشدد معكم على ضرورة النأي بالنفس، والتمسك باتفاق بعبدا، وتوحيد الموقف اللبناني، وعدم الإنزلاق في أي محاور، من أجل حماية لبنان وتجاوزه المخاطر الراهنة”.
وأكد أن “قيامة لبنان ممكنة بقوة إيماننا بالمسيح القائم الذي ينتظر منا أن نقوم نحن أولا من عتيقنا إلى حياة جديدة ورؤية جديدة وإرادة جديدة. “