أدت غزارة الأمطار والمتساقطات إلى انزلاق الردميات الجوفية في فالق يمتد ضمن سهول بلدة الرام البقاعية، ما أظهر هوة تغور في أعماق الأرض إلى مسافة تزيد عن 150 مترا، اكتشفها أحد المزارعين بالصدفة، على مسافة قريبة من فالق اليمونة الطولي، الممتد من المنقلب الشرقي لسلسلة جبال لبنان الغربية، نحو مدينة بعلبك.
وأكد مهندس البترول وخبير الجيولوجيا والمياه محمود الجمال أن “عدة فوالق نجدها في منطقة بعلبك، منها: اليمونة، نحلة، سباط، العسيرة وغيرها، وتلك الفوالق قد تكون طولية باتجاه شمال- جنوب، أو عرضية باتجاه شرق- غرب، يمكن ملاحظتها بوضوح على المرتفعات الجبلية، بينما هي في السهول غير ظاهرة للعيان، ويتم تحديدها بطرق علمية”.
أضاف: “بالنسبة الى الظاهرة في بلدة الرام، فمردها إلى وجود فالق جيولوجي في تلك المنطقة، والفالق عبارة عن انكسار في طبقات الارض، حيث يحدث الإنزلاق صعودا أو نزولا بحسب آلية التكسر. وعند حصول الفالق يمتلئ الفراغ في منطقة الانكسار بالترسبات غير المتماسكة من الحجارة والحصى والرمل والردميات، حيث تتكون طبقة رسوبية”.
واختتم: “ما حصل هو أن الامطار الغزيرة والثلوج التي شهدناها هذه السنة، حركت الردميات وجرفتها، مما تسبب بظهور فراغات وفجوات. وهذه الظاهرة ليست نتيجة لأي حركة زلزالية، ولا تشكل أي خطورة، ولكن يجب وضع عوائق تمنع الاقتراب منها حتى لا يتعرض أحد لخطر الوقوع في الحفرة، وغالبا ما تحتوي منطقة الفالق على مصدر مياه كبير، وهذا ما اكتشفناه في كل دراسة أجريناها في مناطق الفوالق في المنطقة”.