عاشت سريلانكا الأحد “عيداً داميا” تكلل بـ 310شهداء من المسيحيين الذين كانوا يحتفلون بعيد الفصح.
وأعلنت السلطات السريلانكية الثلاثاء اعتقال 40 شخصاً، بعد أن أفادت في وقت سابق أن منفذي الهجمات الانتحارية الـ 7 ينتمون إلى جماعة التوحيد الوطنية، وهي جماعة إسلامية متطرفة.
وأعلن وزير الصحة أن الانتحاريين الـ 7 سريلانكيون إلا أنه شدد على صلات أجنبية، إذ قال: “لا يمكن أن يكون هؤلاء قد نفذوا الهجوم دون تنسيق مع جهات خارجية”.
تعتبر جماعة التوحيد الوطنية جماعة سريلانكية متطرفة “يافعة”، بمعنى أنها تشكلت حديثاً بحسب ما أكد آلان كينان، أحد كبار المحللين في سريلانكا، العاملين ضمن “المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات”. وأضاف أن المعلومات ضئيلة بشأن تلك الجماعة.
وتابع قائلاً في مقابلة مع مجلة “التايم”: “قبل هجمات يوم الأحد، لم تكن تلك المجموعة سوى مجرد اسم مغمور، ارتبط بشكل أساسي بتخريب بعض التماثيل البوذية في سريلانكا في كانون الأول الماضي.”
نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر رفيعة، بأن الشرطة السريلانكية تحتجز سورياً للاستجواب فيما يتعلق بالهجمات الدامية.
إلى ذلك، لم يستبعد كينان أن تكون تلك الجماعة المتطرفة، منبثقة عن منظمة جماعة التوحيد السريلانكية السياسية “جماعة توحيد سريلانكا”. التي تحمل آراء متطرفة ومعادية للبوذية.
كما أوضح أن العديد من المنظمات في سريلانكا تستخدم اسم “جماعة التوحيد”.
وأشار إلى أن تاريخ سريلانكا الحديث لم يشهد أحداثاً دموية بين المسلمين والمسيحيين في البلاد.
يذكر أن حوالي 70% من الشعب السريلانكي ينتمي إلى البوذية، وحوالي 10% مسلمين، في حين يبلغ عدد المسيحيين أقل من 8% من مجمل السكان، و12.5 % هندوس.
من جهتها، لفتت صحيفة “ديلي نيوز” الأميركية؛ إلى أن تلك الجماعة هاجمت في 2016 رهبانا بوذيين، على لسان المتحدث باسمها “عبدالرازق”، ما أدى إلى تقديم شكوى ضده و6 من أعضاء الجماعة، إلى السلطات التي ألقت القبض عليه، ومن ثم أفرجت عنهم بكفالة بعد اعتذار أعضائها إلى المحكمة.
خرج أعضاء تلك الجماعة عام 2016 للتظاهر في مدينة ماليجواتا، ومارادانا، ضد تغيير الحد الأدنى لسن زواج الفتيات والمقرر بـ 12 عامًا.
إلى ذلك، كشفت تقارير إخبارية أن تلك الجماعة الدموية، التي تعتبر نسخة من “داعش”، ظهرت في المجتمع بوجه سافر، عبر منشورات ومنابر تدعو إلى العنف وفرض الحجاب الإلزامي والسلوك المتشدد.
وقال نائب رئيس المجلس الإسلامي السريلانكي أحمد حلمي، إنه حذر السلطات من جماعة التوحيد قبل 3 سنوات، وأضاف أن جماعة التوحيد تدعو أنصارها لاستهداف غير المسلمين وقتلهم باسم الدين، حسب ما أفاد موقع “يورو نيوز”.
من جانبها، نقلت صحيفة “ميرور” البريطانية عن الخبير الأمني المقيم في سنغافورة روهان كوناراتنا، قوله إن “جماعة التوحيد تعتبر فرعا محليا من تنظيم داعش المتطرف”. وأضاف: “من المعروف أن عددا من السريلانكيين المنضمين للجماعة سافروا إلى سوريا والعراق من أجل الالتحاق بداعش”.