أشارت لجنة المصروفين من جريدة “المستقبل” إلى أنه “بات يحظر علينا الحصول على تعويضاتنا ومستحقاتنا المالية التي اقرها القانون، وكذلك الاعراف الاخلاقية والانسانية، وكنا نحن المصروفين قد وقعنا اشعارات هي بمثابة اقرار خطي مذيل بختم الادارة وتوقيع مديرها العام تنص على ان لنا في ذمة الجريدة 16 شهرا، هي كناية عن اشهر الانذار وتعويض الصرف القسري التعسفي الذي جاء بغتة، وقلب حياتنا رأسا على عقب يضاف اليها 17 شهرا من الرواتب المتراكمة منذ سنوات، تعرضنا خلالها لأبشع انواع الاذلال من فقر وعوز، وديون مستحقة علينا للمصارف والمؤسسات والمحال التجارية ومالكي المنازل الذين لم يعدموا وسيلة لتهديد معظمنا بإلقائهم في الشارع بسبب التأخر في دفع بدل الايجارات”.
وأضافت اللجنة، في كلمة ألقاها الصحافي يوسف الهاشم: “لقد شكّل صرفنا المباغت من الجريدة وبالمنحى الاعتباطي المدل الذي رافق هذا الاجراء التعسفي، والذي حطم كل جدران اللباقة واللياقة والاخلاق والانسانية والوفاء، مكافأة لا نستحقها اطلاقا بعد كل التضحيات التي قدمناها خلال السنوات العشرين التي فنيناها من عمرنا في الجريدة، لاسيما منذ العام 2008 عندما تعرضت مكاتب الجريدة، ونحن فيها، للاعتداء بالقذائف والرصاص، ورفضنا مغادرة المبنى انطلاقا من مبادئنا المهنية والاخلاقية، ومنذ العام 2011، اخذت الازمة المالية الطاحنة المفتعلة تعصف بمصائرنا جميعا بدءا بالتسويف المجحف في تسديد الرواتب، مرورا بالانقطاع المزمن عن تسديدها وصولا الى التلويح بصرف موظفين، وهذا ما حصل فعلا وعلى دفعات وانتهاء بإقفال الجريدة بالشكل المأسوي الذي حصل”.
وتوجّهت إلى رئيس الحكمة سعد الحريري، قائلةً: “إننا لا نستجدي حقنا يا دولة الرئيس، ها نحن المصروفين قسرا وقهرا وعدوانا وإمعانا في الظلم وانحيازا الى الزمن الرديء ضدنا، نصر على ان نتقاضى حقوقنا كاملة غير مجزأة لنتمكن من تدبر شؤوننا وتسديد ديوننا التي فاقت مستحقاتنا، ومعالجة الحد الادنى من الخراب الكبير الذي تسبب به التأخير المزمن في دفع الرواتب والمستحقات. ولعلمك يا دولة الرئيس، لقد نجحت ادارة الجريدة في ايلامنا باستهدافنا بضربة قوية وغير منتظرة يصعب معها القيام من جديد في هذا الزمن النتن، ولكننا نسلم امرنا الى الله فهو ولي التوفيق”.
وتابعت: “يا دولة الرئيس، لن نقبل بتقسيط مستحقاتنا على فترات طويلة تقطع ما تبقى من النفس المقطوع اصلا منذ بدء الازمة، فهذا الاجراء معناه ان نصبح طعاما لنيران الحاجة والتمزق والانكشاف الكامل امام ما لا تحمد عقباه، لا ترموا بنا عراة في مهب الريح، فنحن لم نعاملكم يوما بمثل هذه الطريقة، ولن نفعل بل نناشدكم الاسراع في انقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الاوان وانتم قادرون على ذلك”.
وشكرت اللجنة وزير العمل كميل أبو سليمان “الذي احتضننا برحابة صدره ودماثة اخلاقه، وانفتاحه الايجابي على مشكلتنا وإبدائه كل التعاون المثمر لإنهاء هذا الملف حبيا”، كما توجهت بـ”الشكر الجزيل من رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر، ومن زميلنا المدافع عن حقوق ابناء هذه المهنة نقيب المحررين جوزيف القصيفي، ومن الصحافيين والإعلاميين والمحامين والاصدقاء الذين وقفوا الى جانبنا في مسيرة رفع الظلم عنا”.
كلمة اللجنة جاءت في مؤتمر صحافي عقدته، في حضور وزير العمل كميل أبو سليمان ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر ورئيس نقابة محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي، ورئيس نقابة مخرجي الصحافة علي كمال الدين، وحشد من الاعلاميين والصحافيين.
وقال أبو سليمان: “إن وزارة العمل تقوم بوساطة وأنا اقترح على المصروفين مشروع حل على امل ان يقبلوا به، وأنا اتواصل مع المعنيين في الجريدة ومع العمال الذين لديهم حقوق وأحمل حلا عادلا للجميع يحفظ الحقوق للعمال ويعين المؤسسة التي تمر بصعوبات مالية. هدفنا المصلحة العامة ومصلحة العمال اولا والحل بالتراضي أفضل من الحلول البديلة ولمست حسن نية لدى الجميع”.
من جهته، قال القصيفي: “ان خلفية هذا اللقاء هي خلفية مطلبية بحتة، ولا يمكن ان توظف الا ضمن هذا التوجه. هناك مصروفون وزملاء افنوا عمرهم في المهنة واخلصوا لجريدة “المستقبل” ومحضوها ولاءهم المطلق، وشاءت الظروف ان تتوقف هذه الجريدة عن الصدور لأسباب باتت معروفة، ولا مجال لتكرارها، وتوصل الزملاء الى اتفاق مع ادارتها وهم لا يطالبون اليوم الا بتنفيذ هذا الاتفاق كاملا، والحصول على حقوقهم دون نقصان او تعديل، وأن ينالوا مستحقاتهم في اقرب فرصة ودفعة واحدة، نظرا لما يترتب عليهم من مسؤوليات تجاه عائلاتهم”.
وناشد القصيفي الحريري “القيام بالمبادرة لإنهاء هذا الموضوع بما ينسجم وحرصكم على حقوق كل المواطنين وبالحري مع المصروفين الذين أخلصوا لجريدة “المستقبل” ولا يطالبون الا بما هو حق لهم”.
وكان استهل الأسمر المؤتمر الصحافي، مشيرا إلى أنها “صرخة وجع يطلقها المصروفون من جريدة “المستقبل” من مقر الاتحاد العمالي العام لا بسبب صرفهم التعسفي والمتسرع والقهري فحسب، بل للمطالبة بوقف اذلالهم بالامتناع عن دفع مستحقاتهم المقرة قانونا في وزارة العمل، انها صرخة ألم يطلقها اكثر من 120 موظفا ومحررا ومصورا وإداريا لحماية حق اطفالهم بلقمة العيش بعد خدمة عشرين عاما في هذه المؤسسة، انها صرخة لمن يتعرضون للمطالبة بدفع قسط المدرسة والسيارة وايجار المنزل والقرض المصرفي”.
وأضاف: “اننا نجزم يا دولة الرئيس سعد الحريري بأنك تشعر بآلام هؤلاء القلة التي افتدت مقر الصحيفة بأجسادها يوما ما، اننا نناشدك يا ابن الشهيد رفيق الحريري ان تتجاوب مع اصحاب الحق وانت الذي تنادي به دائما ونحن نؤمن بأخلاقيتك العالية وسعيك الدائم الى تأمين حقوق الناس والدفاع عن لقمة عيشهم وخاصة اهلك وبطانتك ممن عملوا وتعبوا معك في مؤسساتك”.