لا يشغل بال اللبنانيين في هذه الأيام أكثر من عنوان كبير وخطير يؤرقهم “خطر افلاس وانهيار الدولة اللبنانية”… هذا الهاجس ليس ناجمًا عن فراغ، خصوصًا وأن المسؤولين الرسميين انتقلوا الى حال من التحذير المستمر الذي تجلى في تصريحات علنية أثارت جدلًا واسعًا بين اللبنانيين توِّج بـ”ضربة” لدى الحديث عن إمكانية تخفيض رواتب موظفي القطاع العام.
واذا كان لا بد من اللجوء الى علم الاقتصاد والأرقام في هكذا حالات فإن ما أورده الزميلان المتخصصان في الاقتصاد في قناة mtv موريس متى وجيسي طراد قسطون زاد التساؤلات الشعبية، اذ ان الأول اعتبر “لا انهيار في الدولة” فيما قالت قسطون في تقرير ان “الدولة على شفير الانهيار”. فأين الحقيقة وماذا يقول متى وقسطون لـIMLebanon؟
يصف الإعلامي في قناة الـmtv والخبير الاقتصادي مورس متى التصاريح عن الإفلاس والانهيار بـ”الفقاعات”.
ويؤكد متى في حديث لـIMLebanon، “ان لا شيء اسمه افلاس في علم الاقتصاد، الدولة لا تُفلس لانها ليست كيانا وهذا وارد في القوانين، كلمة افلاس غير موجودة وهي اقتصاديا كلمة خاطئة، والدولة لا تستطيع ان تُقفل أبوابها و”تفل” لانها ليست “دكانة”.
ويقول متى: ” الانهيار هو تعثُر، وهذه المشكلة تبدأ حين لا تجد الدولة مصادر التمويل أي انها لا تستطيع الدفع”، وتمنى عدم استعمال كلمات غير موجودة في علم الاقتصاد.
“الدولة مريضة والبلد يمر بأزمة مالية كبيرة لكن الحلول موجودة”، يوضح متى، ويتابع “النوايا يجب ان تجتمع على الحلول المطروحة، اليوم هناك مستحقات يجب ان ندفعها وهناك طرح لسندات سيتم شراؤها وهناك هيكلة معينة، نعم هناك حلول موجودة”، لافتاً الى ان تصريح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اليوم نفى كل ما يُشاع عن افلاس الدولة.
ويشدد متى انه “يجب ان نعرف ان العامل الأساسي الذي يمكن ان يساعد لبنان اليوم كي “يقف على رجليه من جديد” هي التصاريح، لان أي تصريح غير مسؤول واي استعمال لاي كلمات غير مسؤولة يُحملنا ضغوطات أكبر.”
وعن رأي زميلته الإعلامية ورئيسة قسم الاقتصاد في قناة الـmtv جيسي طراد التي قالت إن الدولة على شفير الانهيار، يوضح متى: “انها وجهات نظر وكل شخص يملك وجهة نظر معينة”.
من جهتها، توضح طراد ان زميلها موريس عالج الموضوع من نقطة معينة، وهي عالجته من نقطة أخرى.
وتشرح في حديث مع IMLebanon: ” انا تحدثت عن فشل الدولة وهو تحدث عن قوة المصارف، هو عالج الموضوع من نقطة المصارف، أي ان المصارف قادرة على تمويل الدولة ومصرف لبنان أيضاً، وانا عالجت الموضوع من خلال تقريري، من نقطة ان الدولة لا تقوم بإصلاحات كافية للتفادى ان تصل الى مكان لا لن يكون باستطاعتها ان تتدين”.
وتختم طراد حديثها قائلة: “هناك معالجتان مختلفتان من نقطتين مختلفتين لا علاقة لهما ببعضهما، العناوين تتطابق لكنني لم اقل إن الدولة ستفلس بل قلت ان الدولة على شفير الإنهيار”.
ستيفاني جعجع