Site icon IMLebanon

فرنجية في بيت “الكتائب”: تنسيق وطني ونيابي بنكهة معارضة؟

يلتقي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي الأربعاء، على رأس وفد نيابي ووزاري. حدث قد لا يكون التاريخ المشترك بين الطرفين سمح للمراقبين بتوقع حصوله. لكن هذا لا ينفي أن الحزبين بذلا كثيرا من الجهود لطي صفحات سوداء وختم جراح الحرب الأهلية ليكتبا فصلا جديدا من العلاقات بينهما، في إطار الاصطفافات السياسية الجديدة التي خطها حبر التسوية الرئاسية التي عارضها “الكتائب”، فيما لم تخف بنشعي امتعاضها من رسو هذا الاتفاق على غير فرنجية.

قد لا يكون من السهل على الذاكرة الجماعية اللبنانية القفز فوق التوتر وشبه القطيعة التي أحدثتها “حادثة إهدن” (13 حزيران 1978) في العلاقات على خط بكفيا – بنشعي، غير أن بعض المطلّعين على كواليس العلاقات والاجتماعات بين الطرفين يؤكد، لـ”المركزية”، أن هذه ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها “الكتائب” و”المردة”، بل إن الرئيس السابق أمين الجميل كان استقبل فرنجية في بكفيا قبل سنوات عدة ليولد في ما بعد ما عرف بـ”لقاء اللويزة” منذ أعوام.

وفي السياق، يشير المراقبون إلى أن النائبين سامي الجميل ونديم الجميل كانا بادرا أيضا إلى لقاء رئيس تيار “المردة” والنائب طوني فرنجية في بنشعي، في ما اعتبر خطوة أخرى على طريق إعادة المياه إلى مجاريها بين “الخصمين التاريخيين”.

لكن هذه الصورة لا تنفي أن بعض الدائرين في الفلك الكتائبي يؤكد أن لقاء الغد لا يندرج في سياق المصالحة بين الطرفين لأن هذا الجرح ختم منذ زمن، ولا يمكن التوقف عنده، بل يجب النظر إلى مستقبل العلاقات السياسية بين الأطراف للبناء عليها.

تبعا لهذه القراءة، يكتسب لقاء الصيفي المنتظر أهميته من السياق السياسي الذي يسجل فيه. فالاجتماع يأتي في وقت تشهد الساحة المسيحية تخبطا غير مسبوق بين أركانها من أطراف التسوية الرئاسية العريضة، بدليل السجالات المكهربة المزمنة بين طرفي اتفاق معراب، أي “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”.

إلى هذا المشهد، يضيف المراقبون أن في غمرة الكباش الحكومي بين الحزبين المسيحيين الأكبرين، نجحت “الكتائب” في الحفاظ وحيدةً على تموضعها المعارض الذي اختارته لنفسها منذ 3 سنوات، فيما اقتنص زعيم بنشعي اللحظة السياسية المناسبة لتجاوز خلافه الرئاسي مع رئيس الجمهورية وفريقه، ونسج المصالحة التاريخية مع “القوات”، وللمضي في ختم جراح الحرب مع “الكتائب”، من دون أن يغيب عن باله الاستمرار في ممارسة ما يمكن تسميتها “المعارضة من الداخل”، مستفيدا من “القطيعة البرتقالية التامة” معه ومن مشاركته في الحكومة لتصويب ما يعتبرها أخطاء.

ولا يخفى على أحد أن مقاربة من هذا النوع تتيح طرح تساؤلات مشروعة عما إذا كان اجتماع الصيفي خطوة أولى على طريق توسيع الجبهة المعارضة للنهج السياسي السائد، في ضوء النداء الذي وجهه الجميل لخلق ما سماها “معارضة وطنية جامعة”، في خطابه في يوم الشهيد في ذكرى 13 نيسان. تساؤلات يفضّل بعض العارفين بأجواء الاستعدادات للاجتماع عدم الإجابة عليها في انتظار ما سيتمخض عن اللقاء.

وعلمت “المركزية”، في هذا السياق، أن الوزير يوسف فنيانوس والوزير السابق روني عريجي، إضافةً إلى نواب “التكتل الوطني”، نواب وقيادة “الكتائب” سيشاركون في الاجتماع، على أن يكون التنسيق بين الطرفين، على المستوى النيابي والوطني، نجم النقاشات.