لطالما تغنى اللبنانيون بأن بلدهم واحة لتبادل الأفكار والابداع الفني والموسيقي والادبي وغيرها من المجالات، لكن بعض التصرفات التي تحصل بين حين وآخر تعيدنا الى واقع يناقض هذه الصورة التي نريدها ان تبقى جميلة… وقد سجلت الساعات حدَثين أثارا تساؤلات كثيرة واستنكرها ناشطون.
الحدث الأول تمثل بحظر دخول أعضاء فرقة Sepultura البرازيلية لموسيقى الميتال والتي كان من المقرر ان تقام في 28 نيسان في الحمرا – بيروت. ولفت المكتب الإعلامي لمنظمة حفل Sepultura Live in Beirut الى انه ” لم يُسمح للقيّمين على الحفلة حتى الاطلاع على القرار. لكن قيل لنا بعد مراجعة دائرة الفنانين إن الموضوع شائك يتعلق بالإساءة إلى الدين المسيحي، وإن أعضاء الفرقة هم شخصياً من عبدة الشيطان، وإنهم أقاموا حفلة في إسرائيل، وإنهم صوروا كليباً مناصراً لإسرائيل، وإن القرار أتى من رئاسة قوى الأمن العام”، موضحًا ان هذه الاتهامات عارية عن الصحة جملة وتفصيلاً فالفرقة لم تعزف في إسرائيل. والفيديو المذكور يتكلم عن عنصرية إسرائيل من دون تسميتها”.
أما بالنسبة إلى الإساءة إلى الدين، فإن أعضاء فرقة Sepultura الحاليين حسب البيان، يناهضون الفساد أينما كان، وهم يدعون العالم إلى العودة إلى الخير والطبيعة ونبذ الفساد، وجاء في البيان ان “مغني الفرقة بث على الإنستاغرام الشخصي صوراً لكاتدرائية مار جاورجيوس في لفيف في أوكرانيا قبل أيام”، مضيفًا: “أعضاء الفرقة يطلبون من الناس العودة إلى الله ورفض مجتمع آلي غير طبيعي، لا أن يعبدوا الشيطان كما فسّر البعض”.
واللافت انSepultura أحيت حفلًا في دبي سنة 2017، وهي تحيي حفلة ثانية في Hard Rock Café دبي في الثاني من أيار كما تحيي حفلة في تركيا في 30 نيسان.
وبعدها بساعات، منع الأمن العام الممثل الكوميدي الأميركي – الفلسطيني محمد “مو” عامر من دخول الأراضي اللبنانية، إذ كان من المفترض أن يقدّم أداءً مساء الثلثاء. ووفقًا لعامر، فإن سبب المنع هو وجود ختم إسرائيلي على جواز سفره، حيث زار الضفة الغربية في فلسطين في العام 2016 مع والدته. ونشر عامر الخبر عبر خاصية “الستوري” على حسابه في “إنستغرام”، شرح فيه سبب تأجيل الأداء، متهمًا السلطات اللبنانية بـ”التخلف النفسي” و”العنصرية” خصوصًا وانه من أصول فلسطينية ويضطرّ الى ختم جوازه بهذه الطريقة ليصل الى الضفة.
يذكر ان شبكة نيتفليكس بثت حلقة كوميديا خاصة للفنان مو عامر Mo Amer أو محمد عامر، وهو فنان ذو أصول فلسطينية من مواليد الكويت (1981)، وقضى أغلب سنين حياته في الولايات المتحدة الأميركية.
فلنحافظ على مساحة الابداع والفن والموسيقى في بلدنا علّنا ننجح في أي ميدان في خضم السقوط السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي نعيش تفاصيله يوميًا!