أشار الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد إلى أن “الشهداء قدّموا أرواحهم من أجل تحرير الوطن من الاحتلال وتحرير المواطن من الاستغلال، إلا أن الذين أمسكوا بالسلطة في لبنان قد عاثوا في الأرض فسادًا وقادوا البلاد إلى الانهيار الاقتصادي والمالي، وحمّلوا الدولة والناس ما يزيد عن 80 مليار دولار من الديون ذهبت بمعظمها إلى جيوب جماعات السلطة وخزائن المصارف وحسابات المضاربين والمحتكرين. ولم يحصل المواطنون إلا على البطالة، وإلا على تراجع مستوى المعيشة وتردي أوضاع الكهرباء والمياه وكل الخدمات. واليوم تريد السلطة، وبكل وقاحة، تحميل الفقراء وذوي الدخل المحدود تبعات الأزمة، من فرض المزيد من الضرائب، إلى خفض الرواتب والأجور والاقتطاع من التقديمات الصحية والاجتماعية الهزيلة أصلًا”.
وأضاف سعد، في احتفال “يوم شهيد التنظيم الشعبي الناصري: “السلطة تتناسى أنها، مع حلفائها من مافيات المال، إنما تتحمل المسؤولية الكاملة عما وصلت إليه البلاد، وتصر على جعل لبنان يواصل لحس المبرد من خلال الديون الجديدة التي أقرها مؤتمر “سيدر”. والسلطة تقبل بانتهاك سيادة لبنان من خلال إخضاع المؤسسات اللبنانية للإشراف والرقابة من قبل دول وشركات ومصارف أجنبية. كما أن هذه السلطة تفتح المجال أمام القوى الاستعمارية للتدخل في الشؤون اللبنانية الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وتعمل على تعبيد الطريق أمام السياسة الأميركية الهادفة إلى فرض الهيمنة على لبنان من خلال الحصار والتضييق المالي والاقتصادي”.
ورأى أن “السلطة تريد الاستيلاء أيضًا على هذه الديون الجديدة. كما تريد إعفاء نفسها من المسؤولية وإعفاء المصارف ومافيات المال والسلب والنهب من تحمل أي أعباء، لكن أبناء الشعب اللبناني من محدودي الدخل غير قادرين على تحمل المزيد من الأعباء، بعد أن باتوا في أسوأ حال نتيجة أزمة الركود والبطالة، وبدأوا بالتحرك في الشارع، محمّلين السلطة مسؤولية الأزمة، ومطالبين بأن يتحمل تبعاتها أولئك الذين راكموا الثروات على امتداد أكثر من عشرين سنة على حساب المال العام وحساب تعب الناس”.
وأكد “أننا في التنظيم الشعبي الناصري، وفي الحراك الشعبي للإنقاذ، تحركنا في السابق، وسنتحرك من أجل إنقاذ لبنان واللبنانيين من الأزمة وخطر الانهيار. وطرحنا خطة مالية واقتصادية علمية وموضوعية للإنقاذ ترتكز إلى العدالة في توزيع أعباء الخروج من الأزمة، وإلى تحميل تبعاتها لأولئك القادرين على حملها، لا لأبناء الفئات الشعبية وذوي الدخل المحدود”.
ودعا سعد كل اللبنانيين إلى “التحرك في مواجهة سياسات السلطة التي تؤدي إلى الانهيار والتجويع والإفقار”، وقال: “ندعو الجميع، ومن كل المناطق والطوائف والانتماءات، للتوجه إلى الشارع والمشاركة في الحراك الشعبي من اجل فرض برنامج الإنقاذ. فإلى التحرك يا مناضلي التنظيم الشعبي الناصري، إلى الشارع دفاعًا عن لقمة عيش الفقراء ومحدودي الدخل، إلى الشارع من أجل حياة الناس وكرامتهم، إلى الشارع لتنظيم الاعتصامات والتظاهرات، إلى الشارع كتفًا إلى كتف مع العمال والمعلمين، ومع المتقاعدين المدنيين والعسكريين، ومع الشباب والطلاب والمتعطلين عن العمل، ومع كل أبناء الشعب في صيدا والجنوب وكل لبنان”.
وختم: “قسمًا بأرواح الشهداء، لن نسمح لمافيات السلطة والمال بأن تنتزع اللقمة من أفواه الفقراء والعجزة والأطفال، لن نسمح لها بسلب الضمانات الصحية والاجتماعية ولا بسرقة تعويضات نهاية الخدمة ومعاشات التقاعد. ولن نسمح لها أيضًا بمد اليد إلى جيوب أبناء الشعب بواسطة فرض الضرائب الجائرة، بل سنناضل من أجل الرعاية الصحية الشاملة وضمان الشيخوخة، وسنتحرك من أجل توفير فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة. كما سنطالب بتشجيع قطاعات الإنتاج وتأمين المياه والكهرباء والبيئة النظيفة وسائر الخدمات”.