كتب سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
آلام الرأس تُطاول العديد من الأشخاص بمعدل يومي. وفي حين أنها قد تمرّ سريعاً عند البعض، لكنها قد تبقى لوقت طويل عند البعض الآخر، الأمر الذي يقف عائقاً أمام أنشطتهم الاجتماعية، أو يدفعهم إلى الغياب عن العمل، أو مجرّد الشعور بحالة رديئة جداً.
وفق طبيب الأمراض العصبية، ويليام تشوو، من لوس أنجلوس، فإنّ ألم الرأس هو واحد من أكثر الشكاوى التي يتذمّر منها المريض في العيادات. وصحيح أنه من الشائع اللجوء إلى الدواء لتسكين هذه المشكلة، لكن ماذا في حال عدم الرغبة في تناول العقاقير طوال الوقت؟
في ما يلي مجموعة عوامل مُفاجئة تحفّز أوجاع الرأس وطرق مجهولة تعمل على تهدئتها:
معالجة صرير الأسنان الليلي
يُعتبر الضغط على منطقة الفكّ وصرير الأسنان من أكثر أسباب آلام الرأس المجهولة. 70 في المئة من البالغين يقومون بالشدّ على أسنانهم بلا علمهم، بما أنّ ذلك يحصل عادةً ليلاً.
يشكّل صرير الأسنان ضغطاً على العضلات الصغيرة التي تتحكم في الفكّ والتي تُحيط جانب الرأس وأصداغه، ما قد يولّد أوجاع الرأس خصوصاً في الساعات الأولى بعد الاستيقاظ.
يمكن معالجة صرير الأسنان من خلال ممارسة تقنيات الاسترخاء قبل النوم، بما أنّ التوتر قد يحفّز هذه المشكلة ليلاً. وإذا كان الوضع شديداً، يمكن استشارة طبيب الأسنان لوضع واقي الفم.
شرب المياه
عند الشعور بأنّ أوجاع الرأس على وشك البدء ولم يتمّ شرب المياه منذ فترة، فقد يتطلّب هذا الأمر أخذه على محمل الجدّ. أظهرت الدراسات أنّ شرب المزيد من المياه قد يُهدّئ آلام الرأس والصداع النصفي.
من جهة أخرى، يجب الحذر من مصادر الكافيين بما أنها مُدرّة للبول. لكلّ فنجان قهوة يتمّ احتساؤه، يجب شرب بضعة أكواب من المياه تفادياً لجفاف الجسم الذي يحفّز أوجاع الرأس.
التدليك
يمكن للتوتر والضغوط أن تكون مسؤولة عن آلام الرأس. ولمعالجة هذه المشكلة، يُنصح بالخضوع لجلسات تدليك بعدما أثبتت فاعليتها لأنها تزيد تدفق الدم إلى الأجزاء المُصابة، وخصوصاً العنق، وخلف الرأس، والكتفين.
أخذ استراحة للتمدّد
الحصول على استراحة للتمدّد بعد الظهر قد يساهم في تهدئة أوجاع الرأس. إذا كان العمل يستدعي الجلوس وراء المكتب، يجب الحرص على أخذ وضعية مُلائمة للعنق والظهر، والاستراحة بشكل متكرّر للتحرّك والتمدّد.
الانخراط في نشاط
تُعدّ تقنيات السيطرة على التوتر طريقة ممتازة للوقاية من آلام الرأس وتهدئتها. يمكن تصفّح الجريدة، أو مشاهدة فيلم مُضحك، أو الانخراط في تمارين التنفس العميق.
من دون نسيان أهمّية تمارين اليوغا التي تخفض حدّة وتواتر الصداع النصفي وألم الرأس بما أنها تمزج وضعيات بدنية تقوّي العضلات وتمدّها، جنباً إلى التنفس العميق، والتأمل، والاسترخاء.
حقنة من البوتوكس
هذه الطريقة العلاجية معتمدة حالياً فقط في الصداع النصفي المُزمن، أي وجع الرأس الذي يستمرّ لما لا يقلّ عن نصف أيام الشهر، ونصفه على الأقل يكون صداعاً نصفياً. تبيّن أنّ حَقن البوتوكس في كل الأجزاء المُحيطة بالرأس كل 3 أشهر قد حسّن أحوال آلاف المرضى.
الحركة
تساعد الرياضة المنتظمة، مثل ممارسة الركض البطيء أو ركوب الدراجة الهوائية أو السباحة من 20 إلى 30 دقيقة مدّة 3 أو 4 مرّات أسبوعياً، على تقليص أوجاع الرأس بما أنّ الرشاقة تحافظ على حركة أمعاء سليمة، وتحسّن وظيفة القلب والأوعية الدموية العامة، جنباً إلى الوظيفة المعرفية.
النوم الجيّد
من المعلوم أنّ الحرمان من النوم يحفّز آلام الرأس، لكن يجب عدم المبالغة! كثرة النوم قد تملك تأثيراً مُعاكساً وتسبّب بالتالي الصداع. 7 إلى 8 ساعات من النوم كل ليلة قد تخفض تواتر وجع الرأس.
إراحة العينين
يمكن لأنواع عدة من أوجاع الرأس أن ترتبط بالرؤية. من الشائع التعرّض لهذه المشكلة عقب الإفراط في القراءة، أو مشاهدة التلفزيون، أو حتى عند التركيز أثناء القيادة لمسافات طويلة. إنها تميل إلى الحدوث نهاية اليوم وخلال أسبوع العمل أو الدراسة، وينخفض حدوثها صباحاً أو نهاية الأسبوع.
لتهدئة الصداع الناتج من إجهاد العينين، يُنصح بأخذ استراحات عدة أثناء العمل على الكمبيوتر. وعند القراءة، لا بدّ من التوقف مع مرور كل وقت قصير والتركيز على شيء في الغرفة لإراحة العينين. في حال فشل ذلك، يجب استشارة الطبيب.
الوخز بالإبر
وجدت الدراسات أنّ هذا النوع من علاجات الطب البديل قد يساعد الأشخاص الذين يشكون من الصداع المتكرّر الناتج من التوتر.
وفق «American Migraine Foundation»، هناك دلائل على أنّ الوخز بالإبر يخفّض تواتر أوجاع الرأس عند مرضى الصداع النصفي، وأنّ هذا التأثير قد يكون مماثلاً للذي تتمتع به الأدوية الوقائية.
في الواقع، إنّ الوخز بالإبر يسمح بتليين وتخفيف أنواع عدة من الصداع عن طريق إعادة تدفق الدم استراتيجياً في الجسم، وبالتالي إفراز إشارات بيوكيماوية مختلفة تعلّم الجسم خفض الألم عن طريق تحفيز الجهاز العصبي المُحيطي.