IMLebanon

الراعي: لعودة النازحين ليس كرها منا انما من اجلهم

استقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر الجمعة في الصرح البطريركي في بكركي، بطريرك طائفة الأرمن الكاثوليك غريغوريوس بطرس العشرون غبرويان على رأس وفد من الكهنة في زيارة لتقديم التهنئة بعيد القيامة المجيد.

بعدها التقى الراعي وفدا ألمانيا من “جماعة ابراهيم” برئاسة البروفيسور ستيفان فيمور، يرافقهم وفد من المنتدى العالمي للأديان والإنسانية، قدموا التهاني بمناسبة العيد واستمعوا من البطريرك الى رأيه في موضوع الحوار بين الأديان وانتظاراته من الجماعة الألمانية في هذا الاطار.

رحب الراعي بالحضور مثنيا على “اهتمامه اللافت بنشر ثقافة الحوار والتعايش بين الأديان”، وقال: “للأسف تشهد المنطقة الشرق أوسطية فرضا لسياسات خارجية تزكي الحروب والنزاعات والتقاتل، وبالتالي التباعد بين مكونات هذه المنطقة، المعروفة بأنها ارض سلام ومحبة لتصبح اليوم ارض نزاعات دولية وحروب”.

وأضاف: “إلا ان لبنان يعاني من تبعات الحروب الدائرة حوله، اضف الى ذلك القضية الفلسطينية العالقة منذ 71 سنة. لبنان اليوم يستقبل على ارضه نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني ونحو مليون ونصف مليون نازح سوري، الأمر الذي اثر بشكل كبير على وضعه الإقتصادي والإجتماعي والامني والتربوي وغيره. نحن نؤكد ان الوقت ليس لصالح لبنان ان استمر هذا الوجود على ارضه. ولقد عبرنا مرارا ونعيد التأكيد على موقفنا المطالب بعودة اللاجئين والنازحين الى ارضهم، ليس كرها منا لا سمح الله وانما من اجلهم ومن اجلنا. فبلدنا الصغير لم يعد يحتمل هذا العبء وهم عليهم العودة الى ارضهم والتمسك بحضارتهم وثقافتهم وتاريخهم. ولكن المشكلة اليوم موجودة عند الدول الكبرى النافذة لأنها لا تريد تسهيل عودتهم. فبالنسبة للنازحين السوريين هذه الدول تصر على عدم الفصل بين قضيتهم وبين الحل السياسي في سوريا. ولكن استمرار الأمور على ما هي عليه اليوم تنبئ بخطر قادم. ”

وتابع: “الشعب الأصيل ان لم يعد الى ارضه ستبقى هذه الأرض مباحة لحركات ومنظمات ارهابية متطرفة اصولية كداعش والنصرة وغيرها، وهي غريبة عن هذه الأرض. وهنا يمكننا القول ان المجتمع الدولي يساهم في خلق بؤر من الإرهاب لا حدود لها وانتشارها سيتجاوز حدود منطقة الشرق الأوسط. انهم يلعبون بالنار فارتدادات هذا الأمر الخطير ستكون على الجميع وليس على المنطقة الشرق اوسطية وحسب، فليكفوا عن تغذية النيران لسيطرتهم على المنطقة”.

وشدد على “اننا بحاجة الى صوتكم في هذا الموضوع. فليس من مصلحة اوروبا والغرب إغفال الأمر لانه قد يدخلها هي ايضا في نزاعات خطيرة. الوجود المسيحي ضرورة في هذا الشرق ويجب الحفاظ عليه في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين ومصر وكافة الدول، لقد عشنا معا 1600 سنة وبنينا حضاراتنا معا. وفي وقت يتكلم فيه البعض عن صراع الأديان نحن نتكلم عن التعايش بين الأديان، فلنرفع الصوت عاليا في كل بقاع الأرض منادين برفض لغة الحرب والدمار والكراهية وتثبيت لغة السلام والحوار والإنفتاح التي بها وحدها تحفظ كرامة الكائنات البشرية على تنوعها”.

وفي إطار آخر، استقبل البطريرك قائد القطاع الغربي لليونيفيل قائد الكتيبة الإيطالية الجنرال ديوداتو ابانيارا والمرشد الروحي للكتيبة الأب كلاوديو مانكوزي، وكان عرض للأوضاع في منطقة جنوبي الليطاني، وتأكيد على “اهتمام قوات اليونيفيل بالحفاظ على استقرار المنطقة وأمنها ومد يد العون لسكانها في مجالات عدة”.