كشفت مصادر في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، الاثنين، عن أن مصادر في النظام السوري أبلغتهم بأن صفقة التبادل مع إسرائيل لم تكتمل بعد، وأنه ستكون لها تتمة، وأنه المفترض أن تتم إعادة رفات جنود إسرائيليين مقابل إطلاق سراح أسرى سوريين من السجون الإسرائيلية بينهم أبناء الجولان.
وقالت هذه المصادر إن النظام السوري كان قد أبلغ عائلتي الأسيرين، صدقي المقت وأمل أبو صالح، قبل أسبوع، بأنهما سيتحرران قريباً، لقاء تسليمه إسرائيل، عبر موسكو، رفات الجندي زخاريا باومل. ولكن العائلتين فوجئتا بأن من أطلق سراحهما هما شخصان آخران (الفلسطيني خميس أحمد من مخيم اليرموك وزيدان الطويل من قرية الخضر). فاحتجتا لدى السلطات السورية وكذلك الروسية، فأخبروهما من دمشق بأن الصفقة لم تكتمل بعد. وأن هناك رفات جنود إسرائيليين آخرين في سوريا وأن جهوداً جارية على قدم وساق لإكمالها، بحيث لا يبقى أي أسير سوري في السجون الإسرائيلية.
وقد أكد هذه المعلومات أحد أقارب أمل أبو صالح، المحكوم عليه بالسجن 7 سنوات لمهاجمته سيارة إسعاف عسكرية إسرائيلية وقتل جريح سوري جلب للعلاج في إسرائيل بعد إصابته في الحرب هناك، فقال إن عائلته تأمل أن يغلق هذا الملف بأقصى سرعة ولا يتم التلاعب فيه من جديد. وأضاف: «منذ سنوات الثمانين وحتى اليوم أطلقت إسرائيل سراح ما لا يقل عن 14 ألف أسير فلسطيني في صفقات متعددة، مقابل عدد قليل من الجنود الإسرائيليين الأسرى أو الموتى، ولا يعقل أن يتم تسليمها رفات جنود إسرائيليين في سوريا مجاناً». ويقصد بذلك إطلاق سراح 1150 أسيراً فلسطينياً وعربياً في صفقة جبريل سنة 1985 مقابل 3 جنود إسرائيليين أسرى وإطلاق 9500 أسير فلسطيني ضمن اتفاقيات أوسلو سنة 1993 وحتى صفقة شاليط سنة 2011 التي أطلق فيها سراح 1050 أسيراً.
المعروف أن الفلسطينيين يتوقعون أن يكون إطلاق سراح أسرى سوريين مقدمة لعودة إسرائيل إلى إقرار صفقة تبادل أسرى معهم. لكن الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو تواجه مصاعب جمة في الموضوع. وقد سبق أن قيدت نفسها بقرارات وقوانين تمنع تنفيذ صفقات إلا في حالات نادرة. وهناك منظمات يمينية متطرفة تنوي التوجه إلى محكمة العدل العليا لكيلا تتم صفقات أخرى في المستقبل، وإن تمت فتكون أسرى أحياء مقابل أسرى أحياء أو جثث مقابل جثث وفقط في حالات استثنائية.