أشار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى أن “النزوح الذي تعرض له لبنان ويدفع ثمنه غاليا جدا لم ولن يسلم منه أي بلد خصوصا إذا كان مجاورا أو قريبا مثل البلدان الأوروبية التي سنشهد فيها المزيد من التداعيات بسبب ما يحصل من أزمات نزوح في أوطاننا”.
وأضاف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسباني جوزيب بوريلي فونتيليس: “نبهت إلى أن المجتمع اللبناني ما دامت لديه المناعة والقدرة على الصمود سيبقى يستثمر الكثير من الإنسانية والحفاوة بإخواننا السوريين، ولكن إذا استمررنا في هذه الضائقة الاقتصادية فلن يستطيع أحد تحمل هذا العبء”، متابعا: “على لأوروبا، وخصوصا إسبانيا المتفهمة جدا للخصوصية اللبنانية أن تستدرك هذا الأمر وتسعى بسرعة إلى مساعدة لبنان على إعادة النازحين السوريين إلى بلدهم حماية للبنان وحماية لأوروبا. فهناك 25 إلى ثلاثين في المئة من البطالة وواحد في المئة من النمو و25 مليار دولار أميركي من الخسائر الاقتصادية لا يستطيع تحملها بلد صغير مثل لبنان ولا بد أن تفيض تداعيات هذه الأزمة إلى أوروبا المجاورة”.
وأردف: “بحثنا أيضا في مواضيع عديدة منها العلاقات التي تميز بلدينا، وهناك الكثير من أوجه الشبه بين البلدين وعلى هذا الأساس يجب أن يستمر تعاوننا السياسي. وإسبانيا تساعد لبنان من خلال مشاركتها في قوات اليونيفيل الدولية العاملة في الجنوب وهي مشكورة على ذلك. التعاون الاقتصادي مطلوب لكن هناك عجزا في الميزان التجاري بين البلدين لمصلحة إسبانيا، لذا نتمنى فتح الأسواق الإسبانية في مجالات الزراعة والصناعة وغيرها ولبنان افتتح خطا مباشرا للطيران بين بيروت ومدريد ما يعزز العلاقات وهو بوابة من بوابات الدخول إلى أميركا اللاتينية يجب الاستفادة منه”.
وقال: “في موضوع سوريا، كلنا نسعى إلى حل سياسي وإلى الحل الذي يرتضيه السوريون والذي يساعد في تسريع العودة إنما هو ليس شرطا للبدء بالعودة. كذلك لبنان متخوف مما يحكى عن صفقة العصر في موضوع الحل الفلسطيني لأنه معني بوجود اللاجئين الفلسطينيين على أرضه ومعني أكثر بما يتهدده من أزمات مالية واقتصادية، ووضعه تحت عبء الديون أو التلميح له بإمكانات مساعدته في هذا المجال هو أمر مهم جدا بالنسبة لنا هو كياني ووجودي ولا بد من التنبيه منه”.
وأكد، في الختام، أن “مواجهة مشاريع كهذه ستكون من لبنان في كل الأزمات ولكن المطلوب من أصدقائه المساعدة أيضا في كل المجالات”.
بدوره قال فونتيليس: “إن اسبانيا مدركة تماما للتضامن والكرم الذي يبديه شعب لبنان وحكومته تجاه النازحين الذين تدفقوا اليه بسبب الازمة في سوريا، ونحن نعلم تماما أن لبنان يستقبل أكبر عدد من النازحين مقارنة بعدد سكانه وندرك تماما تبعات هذا النزوح ليس فقط من الناحية الاقتصادية بل أيضا الاجتماعية”.
وأضاف: “إن اسبانيا شاركت في مؤتمر بروكسل والتزمت ماليا تجاه لبنان من خلال تقديمها له مساعدة اقتصادية بقيمة 25 مليون أورو ولكن نعرف أن المشكلة ليست اقتصادية فحسب. طبعا نحن مهتمون بمعرفة متى وكيف سيعود النازحون السوريون إلى بلادهم”.
وأردف: “بحثنا مع باسيل في مسألة تقديم حوافز للنازحين لتشجيعهم على العودة وندرك أهمية العمل على هذا المستوى مع احترام كل المعايير الدولية ومعايير الأمم المتحدة، ولكن العمل ضمن هذا السياق لتقديم الحوافز للنازحين لتشجيعهم على العودة”.
وتابع: “بحثت في المساهمة الإسبانية في حفظ الأمن في لبنان ولاسيما أن القوات الإسبانية تشارك في قوات حفظ السلام أي اليونيفيل في الجنوب اللبناني منذ ثلاثة عشر عاما، ونحن نعمل هناك في منطقة الخط الأزرق وهذه المساهمة مهمة ليس فقط بالنسبة إلى الحدود بل أيضا لجهة تعزيز قدرات الجيش اللبناني”.
وقال: “تطرقنا إلى الرحلة الجوية المباشرة بين بيروت وإسبانيا وكذلك في المشاكل الاقتصادية. وهناك أمر مهم أود إضافته هو أن اللغة الإسبانية هي أكثر اللغات المحكية من جانب المغتربين اللبنانيين. لذلك سنبحث في كيفية تعميق العلاقات اللغوية مع لبنان من خلال التركيز على اللغة الإسبانية، ولاسيما من خلال المركز الثقافي الاسباني في بيروت والذي أصبح منارة للغة الإسبانية في لبنان”.
وختم: “نعمل ضمن الاتحاد الأوروبي على تسريع عودة النازحين إلى سوريا بالتنسيق مع الأمم المتحدة”.