ينتظر العالم ان تُسلّم الولايات المتحدة الاميركية الستارة عن مشروع السلام الشامل للمنطقة المعروف بـ “صفقة القرن” الذي اعدّه صهر الرئيس دونالد ترامب جاريد كوشنير مستشار البيت الأبيض.
واعلن كوشنير الجمعة “ان خطته للسلام في الشرق الأوسط ستكون “نقطة بداية جيدة” لمعالجة القضايا الجوهرية بين الإسرائيليين والفلسطينيين”، لافتاً الى “ان خطة ترامب هي إطار عمل واقعي قابل للتنفيذ وستجعل الجانبين في حال افضل”، موضحاً “ان الولايات المتحدة ستناقش احتمال ضم إسرائيل للمتسوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية عندما تتشكل الحكومة الإسرائيلية الجديدة”.
وتُفيد اوساط سياسية قريبة من ادارة ترامب “ان كوشنير المسؤول عن ملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي قد يعلن مطلع حزيران المقبل مشروع السلام الشامل في المنطقة، وذلك بعد مباحثات يقودها بإسم واشنطن مع حلفاء عرب واوروبيين ومع الجانب الروسي لتأمين الغطاء الدولي للمشروع.
وقد تسبق هذه الخطوات محطات اساسية في المنطقة تتعلق بمعالجة علاقات الولايات المتحدة وايران وعلاقات واشنطن وموسكو وحلّ الازمة السورية التي هي المدخل لحلول ازمات المنطقة الاخرى وصولا الى اليمن، اضافة الى انهاء ظاهرة السلاح بيد المسلّحين والتنظيمات والمنظمات المتطرفة والارهابية والمذهبية وحصر السلاح بيد الشرعية في المنطقة، على اعتبار ان هذه الخطوة اساسية لتسويق مشروع السلام.
وتقول اوساط سياسية فلسطينية لـ”المركزية” “ان لا يمكن للعرب وللفلسطينيين السير في “صفقة القرن” ومشروع السلام في المنطقة قبل عودة الولايات المتحدة لاسيما ادارة ترامب عن قرارها القاضي باعتبار القدس عاصمة اسرائيل، وقرار نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس والقرار الاخير الذي اعترف بموجبه ترامب بسيادة اسرائيل على هضبة الجولان”.
واعتبرت الاوساط “ان طالما الورقة الاساسية لحل الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي هي “ورقة حماس” التي لا تزال بيد ايران، لا يمكن تحقيق السلام، خصوصاً في ظل الكباش الاقليمي حولها بين ايران من جهة ومصر من جهة ثانية مع محاولة دخول قطر على الخط والسعودية والامارات في مسعى للاحتفاظ بالورقة وسحبها من يد طهران”، واشارت الى “ان المحور الايراني المتمسّك بورقة غزة ومن ورائها “حركة حماس” يريد توظيفها على لعبة المفاوضات لكسب موقع كلاعب اساسي في المنطقة مؤثّر في القرارات والمواقف”.
ويبقى السؤال هل ستنجح مصر او قطر او السعودية والامارات في نزع ورقة حماس من يدي ايران في ظل ما يتداول عن “عرض اميركي” مغرٍ لها من ضمن صفقة “خذ وطالب”، بحيث تُكلّف الحركة بتغطية مشروع السلام فلسطينيا بدلا من الرئيس محمود عباس اي بدلا من منظمة التحرير فتتسلم في المقابل القيادة الفلسطينية وتنهي السلطة الفلسطينية بإعتراف دولي على رأسه الولايات المتحدة وتفتح صفحة جديدة في الدفتر الفلسطيني من العلاقات مع الجانب الاميركي ومع العرب والغرب؟ وهل يمكن لحماس ان تتجاوز موقف عباس الرافض اي بحث في الحل قبل عودة ترامب عن قراره اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل، خصوصاً ان للقدس رمزية دينية وزمنية، وهل يمكنها ايضاً القفز فوق المواقف العربية الرافضة لـ”صفقة القرن” قبل فرض شروطها والاعتراف بحقوق الفلسطينيين”؟