Site icon IMLebanon

دريان: لإجراءات صارمة للخروج من الوضع الراهن

لفت مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الى “ان لبنان يعيش حالة ترقب وانتظار، لا تخلو من بعض تفاؤل بإنجاز موازنة متوازنة، لإنقاذ الوطن من أي خلل في ماليته، وهذا يتطلب التضحية من قبل الجميع، بقبول الموازنة المرتقبة، مهما تباين حولها اختلاف الرأي. فالمعالجة تكون داخل أروقة مجلس الوزراء، وكلنا ثقة بالحكومة التي تدرس مشروع الموازنة بتأن وهدوء، وبشكل علمي ونهج جديد في التعاطي مع هذا الأمر، لإقراره في المجلس النيابي، الحريص أيضا على استقرار الوطن، وعيش المواطن”.

وقال دريان في رسالة وجهها الى اللبنانيين بمناسبة شهر رمضان المبارك: “ندعو إلى أن يكون عصر النفقات وضبطها، هو الأساس في بنود الموازنة، واتباع سياسة التقشف، ومقاومة الفساد والهدر، وإجراء إصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، ومحاسبة كل مقصر أو متهاون في عمله. وهذا يتطلب اتخاذ إجراءات صارمة وحاسمة ومتوازنة، للخروج من الوضع الذي نحن فيه اليوم، وإلا سنبقى على ما كنا عليه، وستستمر الفوضى وضياع المال العام للدولة، ويزداد الدين، وهنا الطامة الكبرى”.

وتابع “نناشد القوى السياسية لمساعدة الحكومة بدعمها، والوقوف إلى جانبها، ووقف السجالات التي تنعكس سلبا على حياة الناس، وخوفا على مستقبل لبنان، الذي يحاط بدعم عربي ودولي، فلنحافظ على بلدنا بتعاوننا وبوحدتنا وبعيشنا المشترك، وتلاقينا وتواصلنا مع كل من يريد بلبنان خيرا”.

وقال: “لدينا فرصة لا يجب أن نضيعها، وهي انفتاحنا بعضنا على بعض، يدا بيد ، في السراء والضراء. والدول العربية الشقيقة، والدول الصديقة، تريد أن تساعدنا وتدعمنا ليبقى لبنان آمنا ومستقرا ومزدهرا”، مضيفاً “كفى لبنان مزايدات، ولا يحاولن أحد أن يوقع لبنان في الفرقة أو التباين بين قياداته، ومع وطنه العربي، وخصوصا الأشقاء في دول الخليج العربي، لأن ذلك لا نحصد منه إلا مزيدا من البلبلة والضياع. لبنان ساحة للخير، وكل واحد منا يجب أن يتحمل مسؤوليته في تحقيق هذا الخير، للنهوض بالدولة ومؤسساتها، علينا أن نعمل معا على تحصين وطننا، لنصونه من العواصف العاتية، التي تهب على العالم بين فترة وأخرى، وتنعكس تبعاتها على المنطقة كلها”.

وختم قائلاً: “ندعو إلى فتح صفحة جديدة ونقلة نوعية في ممارسة التعامل في الشأن الداخلي والخارجي. نمر في مرحلة صعبة، فالمخاطر كثيرة، والاستهدافات للبنان أيضا كثيرة، ولن نتمكن من مواجهة هذه العواصف والصفقات الدولية، إلا بمزيد من التضامن والوعي والإدراك، وعدم التهجم على الأشقاء والأصدقاء. فلندع الخلق للخالق، وإلا هلكنا، فنحن بلد لا يتحمل أي هزة سياسية أو اقتصادية أو أمنية”.