بيروت- أثارت صورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي جدلا حيث يظهر فيها وزير الخارجية والمغتربين اللبناني ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وهو يحمل بيده قذيفة من العيار الثقيل، يبدو أنه تسلمها كهدية من مسؤولين محليين في حزب الله في منطقة جبيل.
وقال باسيل «نحن وحزب الله تاريخنا ليس ملطخا بالفساد ولا مستقبلنا سيكون كذلك». وقال باسيل، الأحد “لن يصعب علينا أن نعالج الأزمة الاقتصادية”. وتابع، خلال زيارة أداها إلى قضاء كسروان، إن الأزمة الاقتصادية “لن تكون أقوى منّا مع كلّ ما يرافقها من نيات سيئة في الداخل ومن الخارج”.
واعتبر باسيل أن “نيّات الداخل مرتبطة بالفساد والاستحواذ على مغانم الدولة، ونيّات الخارج هي ربط لبنان ودينه بمشاريع وصفقات لإضعافنا وإخضاعنا”. لكنّ مراقبين يقولون إن تحالف باسيل، من بين تحالفات سياسية أخرى في لبنان، مع حزب الله، من بين الملفات التي تضرّ بلبنان الذي قد يتأثر سلبيا إذا ما وسّعت الولايات المتحدة إجراءاتها العقابية ضد حزب الله، وهي من أكبر المسائل التي تثير خشية الأوساط اللبنانية.
كما تتهم أوساط لبنانية باسيل بالتورط في قضايا فساد، بسبب تحالفه مع حزب الله، إلى جانب طموحه في الوصول إلى الرئاسة حتى على حساب لبنان ومصالحه. وخلال زيارته إلى بلدة رأس قسطا التابعة لقضاء جبيل قال جبران باسيل “رئيس الجمهورية تحدث عن المقاومة الاقتصادية من أجل بقاء البلد، وأنا تحدثت عن المقاومة البيئية للحفاظ على لبنان الأخضر”.
تحالف باسيل، من بين تحالفات سياسية أخرى في لبنان، مع حزب الله، من بين الملفات التي تضرّ بلبنان الذي قد يتأثر سلبيا إذا ما وسّعت الولايات المتحدة إجراءاتها العقابية ضد حزب الل
أضاف “كذلك نتحدث عن مقاومة الفساد، حيث أننا وحزب الله متعاقدون للقيام بها سويا لأنه لدينا الشرعية الحقيقية للقيام بها، فتاريخنا ليس ملطخا بالفساد ولا مستقبلنا سيكون كذلك”. وتابع “إذا كان الشعب اللبناني مؤمنا أن هناك من يريد أن ينتشله من الفساد، فهو هذا الذي يملك نفس المقاومة وتاريخه يسمح له بأن يعد الناس بمستقبل واعد خال من الفساد، وهذا هو التحدّي الكبير الذي نواجه في الأيام المقبلة، فبالقدر الذي نكون سويا نكون على قدر آمال الناس بأن نبني لهم دولة”.
وتظهر الصورة القذيفة، التي ثبت عليها علما التيار الوطني الحر وحزب الله، مكتوبا عليها “تحية تقدير ومحبة لمعالي الوزير المقاوم جبران باسيل”. وقالت تقارير إعلامية محلية إن هذه القذيفة استخدمت في المعركة التي قادها حزب الله في جرود عرسال شرقي لبنان في صيف 2017 ضد جبهة النصرة.
والمعركة التي قادها حزب الله في جرود عرسال من بين الملفات الحساسة والمثيرة للجدل في لبنان، حيث قام الحزب بتدخله في تلك المنطقة دون تنسيق مع الجيش اللبناني، وهو ما اعتبرته الأوساط اللبنانية تجاوزا لصلاحيات الجيش.
وتثير مسألة امتلاك حزب الله للسلاح خشية العديد من الدوائر، باعتبار أن امتلاك حزب سياسي للسلاح قد يقوّض استقرار لبنان الذي تعيش فيه العديد من الطوائف. والأسبوع الماضي، جدّد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مطالبته للبنان بنزع سلاح حزب الله.
وشدد غوتيريش على “ضرورة أن تحتكر الدولة (اللبنانية) امتلاك واستخدام الأسلحة، إضافة إلى استخدام القوة، وهي قضية رئيسية (تندرج) في صلب سيادة لبنان واستقلاله السياسي”.
واعتبر أن “هيمنة أسلحة خارج سيطرة الدولة، يضاف إليها وجود ميليشيات مسلحة، لا يزالان يهددان أمن واستقرار لبنان”. وأوضح أن “استمرار حزب الله في امتلاك وسائل عسكرية متطورة خارج سيطرة الدولة اللبنانية يثير قلقا كبيرا”.