بعدما خمدت معظم الإضرابات التي شلت القطاع العام في الأيام الأخيرة غداة الاجتماع الرئاسي الثلاثي وبانتظار ما ستحمله الموازنة المرتقبة، تواصل اضراب الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية ليبقي عشرات آلاف الطلاب الجامعيين في منازلهم منذ يوم الثلثاء… وقد دعت الهيئة التنفيذية لرابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية جميع الاساتذة إلى الالتزام التام بالاضراب المعلن في جميع كليات الجامعة اللبنانية بمعاهدها وفروعها والاستمرار بوقف الاعمال كافة والتدريس والامتحانات والاعمال المخبرية، كما نفذت اعتصامًا الجمعة. فما هي أسباب تصعيد الأساتذة والى متى يستمرّ اضرابهم وأي تطمينات لهم قد تحل هذه الازمة؟
يشدد مدير كلية الإعلام الفرع الثاني الدكتور هاني صافي في حديث خاص لـIMLebanon على ان تجربة الأساتذة الجامعيين مع السلطة لا تطمئن وهي لم تتعاطَ يومًا مع قضاياهم بعدالة، لذلك فإن الاضراب مستمر حتى إقرار الموازنة وقد يتحول الى اضراب مفتوح بعدها اذا مست هذه الموازنة حقوق الأساتذة، أما اذا لم تتضمن الموازنة إجراءات تطال الأساتذة في “اللبنانية” فسيتوقف الإضراب.
لكن ما هي أبرز مطالب الأساتذة المتفرغين؟ يوضح صافي ان أساتذة “اللبنانية” قد يكونون من القلائل الذين لم تشملهم زيادة الرواتب التي اقرتها الحكومة الماضية، وبالتالي فإن الزيادة الأخيرة على الرواتب التي نالوها تعود الى عام 2012 حين كانت مشروطة بزيادة عدد ساعات التعليم، مؤكدا ان هذه الزيادة تآكلت بفعل الغلاء المعيشي ولم ينل الأساتذة أي زيادة منذ ذلك العام… والآن يعتبر صافي انه يجري تهديد الأستاذ الجامعي بأمنه الاجتماعي عبر المس بتقديمات صندوق التعاضد الذي يحافظ على خصوصية الأستاذ الجامعي.
ويشدد على عدم السماح بحصول ذلك عبر هذا التحرك الاستباقي “كي لا تقترب السلطة من رواتبنا او من صندوق التعاضد خصوصًا وان غيرنا نال زيادة سابقًا فيما يريدوننا ان ندفع حسمًا على رواتبنا من دون ان نكون قد نلنا أي زيادة”!
وفي وقت اعرب عدد من الطلاب لـIMLebanon عن مخاوفهم على مصير العام الدراسي الذي يهدد بالفعل آلاف الطلاب في “اللبنانية” في مختلف الاختصاصات، يعد صافي الطلاب باسمه وباسم الهيئة التعليمية في كافة فروع ومعاهد الجامعة بانه “لن ينقصهم أي جزء من البرنامج التعليمي المقرر حيث قد يجري تعويض أيام الاضراب بدروس تكثيفية او تمديد للفصل الثاني كما حصل العام الماضي حين نفذ اضراب استمر 3 أسابيع”.
أبعد من ذلك، يلاحظ الدكتور صافي وجود استهداف للجامعة اللبنانية، عبر التعاطي مع الجامعة وكأن ثمة هدفًا لتركيعها من ناحية التمويل او البرامج والمختبرات وحتى محاولات لتركيع الهيئة التعليمية عبر مشاريع خفض الرواتب وقد يوحي ذلك بوجود مخطط لمصلحة الجامعات الخاصة التي “تفرخ والدكاكين الجامعية” التي يريدون ان تحصل على حصة من سوق التعليم بدل الجامعة اللبنانية. ويشدد على ان “مهما فعلوا فلدى الجامعة اللبنانية نحو 45% من عدد طلاب لبنان وستبقى هذه الجامعة لكن لا يجوز التعاطي بهذا الأسلوب”.
ويحذر صافي من ان الجامعة هي الباب الوحيد لتعليم أبناء الطبقات الوسطى والفقيرة وبالتالي إمكانية الحصول على وظائف مرموقة في المستقبل وان جرى شلها فهذا يعني منع التعليم عن هذه الفئات وبالتالي القضاء على مستقبلها وهذا ما لا يجوز بأي شكل من الأشكال.