اثر التضارب الذي وقع بين أهالي المنصورية والقوى الأمنية، علقت أمانة سر مطرانية بيروت المارونية، في بيان، مشيرة الى انه “فيما كنا ننتظر مع جميع اللبنانيين النتائج المرجوة من الاجتماع المقرَّر هذا الصباح في بكركي برئاسة صاحب الغبطة والنيافة ابينا السيد البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى مع المعنيين بشأن قضية المنصورية، فوجئنا فجر اليوم بالقوى الأمنية تقتحم أرض الوقف التابعة لنا في محلة القديسة تريز – بيت مري – المنصورية دون انتظار أن يفتح لها وكيل الوقف المتواجد هناك بوابة المكان، فأقدم عناصرها على كسرها وخلعها، كما أغلقوا جميع الطرقات المؤدية الى الكنيسة فحرموا المؤمنين من الدخول اليها للصلاة حسب المعتاد.
وأوضحت المطرانية: “نحن لا نريد أن يكون لأرض الوقف حرمة خاصة دون أراضي الناس، بل نحتكم الى القانون. وقد وعدنا المسؤولون بأن يصدروا قرارًا إداريًّا للدخول الى سائر الأراضي ولكنَّ أحدًا من المالكين لم يُبلَّغ أي قرار من هذا النوع. ولا نعرف حتى وضعه القانوني، فهل هو استملاك أم غير ذلك. ومن المعروف أن مرور هذه الخطوط في أراضي الناس تفقدها قيمتها الى أكثر من النصف، وبالتالي يترتب على الدولة استملاك ما يلزم منها وفق ما تقتضي القوانين ويبقى السؤال الأهم: هل سيرتب ذلك على الدولة مصاريف أقل من تمرير بعض الخطوط تحت الأرض؟”
وأضاف البيان: “لقد أكد المسؤولون بموجب دراسات قديمة تعود الى أكثر من 10 سنوات أن لا ضرر من تمرير هذه الخطوط، بينما الدراسات الحديثة تثبت العكس. وقد رأى صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى أن يتم التوافق بين الحكومة والناس قبل الإقدام على أي عمل بالنسبة لهذه الخطوط. فإذا أثبتت لجنة فنية محايدة وقوع الضرر على أهل المنصورية يجب إذاك على الدولة أن تنزع هذه الخطوط حتى من الأماكن التي مُدَّت فيها سابقًا، مثل منطقة طرابلس، وعرمون وصور وبصاليم والبقاع… فالناس سواسية في السراء والضراء.”
وتابعت المطرانية: “نحن لا نريد مواجهة القوى الأمنية بالناس العزَّل بل ندعو للجوء الى القضاء لإحقاق الحق وتثبيت دولة القانون التي ترعى شؤون الناس فتعطيهم الكهرباء على سبيل المثال دون أن تأخذ منهم صحتهم وحياتهم.”
وختمت: “وآلمنا جدًا مشهدية القوى الأمنية تطرح أرضًا خادم رعية الديشونية للروم الكاثوليك الأب سليم بطاني، وأن ترفعه خائر القوى الى خارج المكان. فهل هذا ما يريده المسؤولون الذين قالوا أنهم لن يلجأوا إلى العنف؟”