أكد وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب “أننا لن نقبل بأن ينهار اقتصاد البلد أو أن يرمم بالحسم من رواتب صغار الموظفين وتقديماتهم وترك عائدات الأملاك البحرية والنهرية سائبة، والمداخيل الجمركية منهوبة والحدود مفتوحة لمعابر التهريب والعائدات الضريبية في مهب التهريب والتزوير”.
كلامه جاء خلال افتتاحه الملتقى الاقليمي لجمعيات خريجي الجامعات السوفياتية والروسية، في المركز الثقافي الروسي في بيروت، تنظمه “الجمعية العالمية للخريجين” وجمعية متخرجي جامعات ومعاهد الاتحاد السوفياتي في لبنان، بالتنسيق مع المركز الثقافي الروسي في بيروت، في حضور السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين، النائب بلال عبدالله، النائب رئيس غرفة التجارة والصناعة في موسكو فلاديمير بلوتونوف، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد ايوب، رئيس “الجمعية العالمية للخريجين” فلاديمير تشيتي وآخرين.
وقال شهيب: “عقد الملتقى الاقليمي لخريجي الجامعات والمعاهد السوفياتية والروسية في بيروت في هذا الوقت بالذات، يحمل العديد من الرموز والمعاني، لكون روسيا الاتحادية تلعب دورا محوريا في سياسة المنطقة، وتربطها علاقات وثيقة بلبنان وبكل الدول الكبرى وايضا بالدول التي تشهد حروبا ونزاعات وخصوصا في سوريا، ولأنها تلعب دورا رئيسيا في إرساء الاستقرار والعمل على إعادة الإعمار. كذلك، الحضور الجامعي والتربوي الروسي في لبنان من خلال آلاف الطلاب الذين تخرجوا في الحقبة السوفياتية وفي الحقبة الاتحادية أصبح حضورا مؤثرا في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية الاكاديمية والاجتماعية والتنموية، وهذا الأمر يؤشر الى مستقبل كبير لخريجي روسيا من لبنان والمنطقة، يتقنون الروسية والعربية والفرنسية والانكليزية، مما يحولهم الى سفراء جدد ورجال أعمال في روسيا ولبنان”.
وأضاف: “تحول العديد من المتخرجين من جامعات روسيا الى رجال أعمال وأصحاب مهن مرموقة وأساتذة، وإلى ديبلوماسيين بفعل التواصل العائلي والاقتصادي والاكاديمي والتجاري بين البلدين، وأصبحت لدينا جالية روسية وزيجات مختلطة وعائلات مشتركة. نعول الكثير على دور هذا الملتقى ومنظميه والجهات السياسية والاجتماعية التي تقف وراءه، في توسيع إطار التعاون بين لبنان وروسيا الى أوسع الحدود”.
وأمل في أن “تسهم العلاقات التربوية والجامعية في شد أواصر هذه الصداقة وأن تبقى روسيا الدولة الكبرى، الصديقة الداعمة للبنان في المشاريع التي ترسم للاقليم، وفي المحافل الدولية”.
وختم: “طلبنا توسيع إطار المنح الجامعية لتكون أوسع وأشمل، فتشكل رافدا لتأمين الموارد البشرية المتخصصة في أحدث القطاعات، ونتمنى من هذا الملتقى أن يعزز طلبنا، لنرفع عدد المستفيدين من الإمكانات العلمية الجامعية لروسيا ونتشارك معها من خلال المتخرجين الجدد من الجامعات الروسية، هذه الطاقات القيادية والادارية والعلمية التي من شأنها ان تسهم في استنهاض الاقتصاد وفي إعمار المنطقة”.
بدوره، لفت السفير الروسي الى أن “ما يميز الملتقى انه يعقد في الايام التي نحتفل فيها بعيد الانتصار في الحرب الوطنية العظمى، وتعرف الأوساط الاجتماعية اللبنانية دورا حاسما للاتحاد السوفياتي في إنقاذ البشرية من الوباء النازي”.
وقال: “بعد الحرب، حقق الشعب السوفياتي إنجازات جبارة في الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والفنون والتربية ومن بين هذه الإنجازات تعليم الطلاب من الدول العديدة وإنشاء محطات كهربائية وتنفيذ المشاريع الصناعية والزراعية. إن عددا من خريجي المؤسسات العلمية السوفياتية والروسية يعملون لمصلحة رفاهية وازدهار أوطانهم، ومن المهم ان خريجي الجامعات السوفياتية والروسية أصبحوا جسرا إنسانيا بين الشعوب ويساهمون في توطيد أواصر الصداقة والود والتفاهم من خلال معرفة الحضارة الروسية والتقاليد والعادات والتراث”.