نعى رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع “الفقيد الكبير مثلث الرحمات الكاردينال البطريرك ما نصرالله بطرس صفير قائلا: “سكت القلب الكبير وانطفأت العينان الحانيتان وبات الجسد مسجى في قلب الله. البطريرك المقاوم وسليل الكبار من يوحنا مارون والأسلاف الأتقياء الأنقياء، أيقونة الحرية والاستقلال والبطولة المعبرة بصمتها والخاطفة بلاغة بما قال وقلّ ودلّ، لم يعد معنا في الجسد لكنه باق معنا في الروح، شفيعاً من سمائه لابناء الأرض الصامدين ورفيقا للشهداء الذين سقطوا ليرتفعوا شهوداً على تاريخ حمله مار نصرالله بطرس صفير في جوارحه وكان خير من نذر ووفى تمسكاً بالقيم، فلم يلوِ على تهويل ولم ينحنِ أمام ابتزاز ولم يتراجع عن قناعة بل حافظ على جوهر الرسالة وعلى دفة القيادة في عز الاحتلال والوصاية والعواصف العاتية من دون ادعاء وبرباطة جاش فريدة”.
وأضاف، في كلمة من المقر العام للحزب: “التحية الى من سيبقى نابضا في قلبنا، حاضرا في وعينا، راسخا في ضميرنا، وحيّا في ذاكرتنا. التحية لمن غفت عيناه ليسهر علينا من فوق. التحية لحارس الحراس. إن “القوات” تخسر بخسارة البطريرك أقنوما من اقانيم تراثها النضالي، وأخسر شخصيا أبا ثانيا رافقني بالصلاة والدعاء وكان خير راع للرعية عندما حاولوا تشتيتها والملجأ الحنون لستريدا جعجع ومجموعة يسوع الملك والشباب الملاحق في زمن الاعتقال والقمع الذين كانوا يطرقون بابه حتى في الليالي، وكان يقطع نومه ويستقبلهم كأب حنون عطوف. لقد أصر على ضم القوات اللبنانية الى لقاء قرنة شهوان بالوقت الذي كانت سلطة الوصاية تعمل جاهدة ليل نهار لاستبعادها من كل شيء وصولا الى محو أثرها كليا من الساحة السياسية”.
وتابع: “لقد ترك مار نصرالله بطرس صفير أمثولة نادرة في الصمود والثبات على المبادئ، ولم يمالئ ولم يساوم، وعرف كيف يرد بالحجة على كل من حاول استدراجه الى حيث لا يريد. ايها البطريرك، يا ذخيرة ايامنا الآتية وذخر كتاب نضالنا، يا من كنت المشجع والمعزي والمثال للرفاق واهلنا المقاومين، إن مسيرتك تشبه في بعض جوانبها مسيرة القوات اللبنانية، ثباتا في المبادئ، مقاومة للضغوط، وصبرا على التجني ورفضا للافتئات على الحق ولتزوير الحقيقة”.
وأردف: “تغادرنا الى جوار الآب وما زالت أيامنا بائسة كما وصفتها، تغادرنا ولبنان الذي أحببته موئلا للحرية العدالة والانسان يعاني ويكابد . تغادرنا الى حيث اردت ان تكون حتى في مماتك كما في حياتك بعدما رفضت ان تذهب الى حيث أرادوا ان تكون. معك ينطوي قرن، فعمرك من عمر لبنان الكبير الذي رسم حدوده البطريرك الياس الحويك وبارك استقلاله البطريرك أنطون عريضة وكنت انت رأس حربة استقلاله الثاني، مع النداء التاريخي في ايلول ال2000 ومصالحة الجبل ورعاية لقاء قرنة شهوان والمساهمة الجليلة في احياء ثورة الأرز. وكما كنت البركة الأبوية على الارض ستبقى دائما الشفيع والحارس الذي لا ينعس في سمائك”.
وختم: ” نعزي أنفسنا بالمصاب الجلل، نعزي ايضا جميع أبناء أبينا الفقيد الكبير والكنيسة المارونية وعلى رأسها غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وجميع المسيحيين واللبنانيين في الوطن والانتشار. المسيح قام”.