أقامت جمعية “لابورا”، لمناسبة مرور 11 عاما على تأسيسها، احتفالا في كازينو لبنان تحت شعار “دعم وحضور الشباب في الدولة وأهمية التوجيه والتدريب وإيجاد فرص عمل للمساهمة في تجذر الشباب في وطنهم ومنعهم من الهجرة إلى بلاد الإغتراب حتى لا نخسر الأدمغة المفكرة”.
وألقى رئيس الجمعية الأب طوني خضرا كلمة قال فيها: “لمدة 10 سنوات ونيف قلنا ما قلناه وعملنا ما عملناه وكان من المحرمات وبسببه اضطهدنا وهذا وسام على صدرنا وصدركم توقفت معاملاتنا في العديد من الدوائر الرسمية دعاوى بالعشرات إنذارات لحثنا على وقف فضح المستور تهديدات ومحاولات حل جمعيات ضمن اتحاد لابورا، وليس لأننا نعمل على استعادة حقوقنا نتهم بالتعدي على حقوق الآخرين وتشن حروب علينا ليس لأننا نجتهد ليستعيد المسيحيون ثقتهم بدولتهم يمنع علينا الإضاءة على الفساد وعدم الشفافية”.
وأضاف: “نطلب من الله ألا يصطدم العهد في محاربته للفساد بمسؤولين كبار يحمون الفساد فيكون حاميها حراميها ويصبح من الصعب أن نرى فاسدين وراء القضبان، وهنا سنستعمل كل قوتنا حتى لا يحاسب الموظف الصغير ويتبرأ رئيسه أو من يدعمه لأننا لسنا مع حرمان الفقير لقمة عيشه ونعلم مدى الصعوبة بمحاكمة الفاسدين الكبار وأصحاب المليارات المسروقة، لذلك نطلب أقله من الجميع رفع أيديهم عن باقي الفاسدين حتى نخفف من الاعتقاد الشعبي السائد وبعض المرجعيات الدولية بعجز اللبنانيين عن القضاء على الفساد. لا نريد أن يصبح الفساد شعارا شعبويا يتاجر به السياسي أو مسارا إلزاميا لمؤتمر سيدر أو مشروع عهد يسعى للاصلاح بل أن يبقى ضرورة أساسية للنهوض بالبلد، وعلينا الاستمرار به حتى النهاية والمحاسبة ضرورية ومطلوبة على كافة المستويات”.
وتابع: “نحن والموظفون الآوادم مستعدون للدفع من رواتبنا شرط استرجاع مال الدولة أولا من السارقين الكبار ويدفع بعد ذلك الآوادم ما يتوجب عليهم للدولة إذا بقيت حاجة بدل أن نظلم عشرات الآلاف ونسرق لهم رزقهم ونترك السارق الأكبر يتنعم بأموال الشعب”.
وقال: “منذ 11 سنة عملت لابورا على إقناع المسيحيين بضرورة الانخراط في الدولة وتلاقينا السلطات بقرار وقف التوظيف لتيئيس الشباب وتثبيت التشبيح والتوظيف الطائفي والمحاصصة السياسية التي استمرت خلال السنوات الماضية بدل أن نطرد الفاسدين خارجا وندخل دما جديدا إلى الدولة ونعطي الأمل للعاطلين عن العمل والخريجين الجدد بأن دولتكم ستحتضنكم وتؤمن لكم عملا”.
وسأل: “هل يجوز معاقبة الأدمغة الشابة الجديدة بتوقيف التوظيف وتشريع التشبيح والسرقة؟ فتوقيف التوظيف هو قرار خطير جدا والمطلوب أولا إعادة هيكلة الدولة وتفعيل الإنتاجية والاستغناء عن الذين لا يعملون أو الذين لا يتمتعون بأهلية المراكز التي يشغلونها وتوظيف اللبناني المتعلم وصاحب الإختصاص والخبرة والإستثمار في مشاريع جديدة تؤمن فرص عمل لشباننا”.
ودعا إلى “التشديد على خطاب كنسي يتوافق مع حاجات شعبنا وهمومه أكثر ويشدد على الحقوق والتوازن وفتح أبواب الكنائس والأديرة وأملاكها للناس قبل أن يصبح الجوع مستشريا، ضرورة تضامن المسيحيين بعضهم مع بعض ومع لابورا رجال دين ومدنيون من كل الأحزاب والطوائف والفعاليات بهدف إعادة التوازن وتفعيل المشاركة والحفاظ على التنوع”.
وأردف: “نشدد على الكفاءة أولا ثم التوازن والإلتزام بمعايير الكفاءة ونظافة الكف، ونطالب برفع أيادي المسؤولين السياسيين عن القضاء وألا يتدخلوا مع أجهزة الرقابة ولنبدأ عملية الإصلاح في النصوص توزع تقديمات الدولة وخدماتها بشكل عادل وعدم حرمان من يدفع الضرائب وكافة الرسوم من حقه بالاستفادة من مردود هذه الضرائب، ونقترح اللامركزية الإدارية والسماح لكل من يساهم بالضرائب والرسوم أن يستفيد أقله نسبة ما يدفعه، فالمطلوب حوار وطني جدي لتعاون شركائنا في الوطن معنا بشكل محترم وفاعل وليس كما يحصل في الكثير من الأحيان وفي التعاطي مع حقوقنا والسلبية في الممارسة في أحيان كثيرة”.
ولفت إلى أن “انعدام فرص العمل بهذا الشكل غير المسبوق بسبب اللاجئين والغرباء وسرقة الأشغال من درب اللبنانيين والمضاربة غير المتساوية أمر غير مقبول على الإطلاق والمطلوب عودة هؤلاء إلى بلادهم في أسرع وقت، نقترح لجنة متخصصة أو تفعيل أجهزة الرقابة في الدولة لتطبيق سلسلة الرواتب بشكل علمي وعادل، التزام اتحاد أورا بجمعياته الأربع بتنظيم فورم الفرص والطاقات إذ سنحافظ على نجاح أعماله المبهرة وسننظمه هذا العام من 6 حتى 10 تشرين الثاني في الفوروم دو بيروت”.
وتابع: “الانهيار الاقتصادي الذي نشهده يرتبط ارتباطا وثيقا بتراكم الفساد ودفع لبنان فاتورة المبعدين عن بلادهم وعدم وضع خطط في كافة القطاعات، والأهم يبقى خلاف اللبنانيين على ما لا يجب الاختلاف عليه وهو مصلحة لبنان وشعبه وطوائفه، وأعدكم بعدم التنازل عن أي مطلب حق ولن نستسلم لأن ما نقوم به يحصن المجتمع اللبناني ويحمي كافة الطوائف والمجتمعات ويصون لبنان”.
وختم: “انتبهوا أيها الحكام من ثورة الجياع والمحرومين في جميع الطوائف وكفوا عن اللعب والرهان على الغرائز الطائفية لتحموا مكاسبكم وسرقاتكم لأننا بدأنا نشعر بأن الكيل طفح وإن لم تصلحوا ما أفسدتموه فإن الثورة آتية لا محال”.