نعى نقيب الصحافة عوني الكعكي ومجلس النقابة، البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، في بيان جاء فيه:
“لقد أمضى البطريرك صفير حياته في التعليم وفي خدمة مواطني كنيسته في لبنان وديار الانتشار، بتواضع ومحبة وايمان وتفان، وكانت له مواقف تاريخية على الصعيدين الروحي والوطني سجلها له اللبنانيون بفخر واعتزاز يشهد له فيها العالم كله، ولا يزال وسيظل تاريخ لبنان يذكرها له، خصوصا في مجال دفاعه المتواصل عن الحق والحرية والسيادة الوطنية والقرار المستقل وضرورة تحرير لبنان من الهيمنة والقرار اللبناني من الارتهان من اي جهة خارجية”.
كما ان البطريرك صفير تميز دوما بالحرص على ميثاق العيش المشترك بين اللبنانيين مسيحيين ومسلمين بعيدا عن مؤثرات خارجية والدفاع عن الدولة وسيادتها وقرارها المستقل، كما تميز بدعوته المسؤولين اللبنانيين سواء في سدة المسؤولية او في نطاق العمل السياسي الى محاسبة الذات الهيئات والعمل بتفان واخلاص من اجل الوطن والشعب وتقديم المصلحة الوطنية دوما على كل المصالح الخاصة والابتعاد عن الكيدية والمحسوبية واستئصال الفساد والرشوة، وتحقيق سياسة المساءلة والمحاسبة من دون انحياز وابعاد العدالة عن التأثير بالمصالح السياسية والحزبية وابقاء القضاء مستقلا والحرص التام على العدالة، خصوصا عدالة تمثيل اللبنانيين في دوائر الدولة”.
ولقد كان للبطريرك صفير مواقف يذكرها له اهل الصحافة والاعلام اللبنانيون، الى جانب تمسكه بالحريات ودفاعه الدائم عن قضايا الحرية والوقوف الى جانب الصحافة الحرة وادانة الجرائم المرتكبة في حقها كما في حق الزملاء الصحافيين الميامين الذين استذكرناهم بفخر واعتزاز في السادس من ايار هذه السنة كما في كل سنة.
ألا تغمد الله فقيد الوطن الغالي برحمته، وانتهز المناسبة لتقديم واجب العزاء بإسم الصحافة والاعلام في لبنان الى الحارس الامين لذاكرة الوطن والتراث والحرية، واللغة العربية الى صاحب الغبطة والنيافة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والى الكنيسة جمعاء والى الموارنة واللبنانيين جميعا الذين اصغوا الى صوته الوطني المجلجل بإعجاب واهتمام وانتباه وعملوا بموجبها. فإلى جنات الخلد ايها الراحل الكبير”.