بعدما تسلم منصبه في 15 شباط 2019 بناء على الإشكالية التي رافقت العملية الانتخابية لمركز مدير الكلية بانتظار تعيين مدير اصيل وفقا للأصول، قدم الدكتور انطونيوس أبو كسم استقالته من مهامه كمدير كلية الحقوق والعلوم السياسية الفرع الرابع الى رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب.
اما المثير في كتاب الاستقالة فما كشفه أبو كسم عن مواجهته “كافة أنواع العراقيل” منذ بدئه بتأدية مهامه، كما انه كشف ضمن ما ورد في نص بيان استقالته عن وجود غرف في الكلية بتصرف اشخاص من خارج الجامعة يمارسون اعمالا تجارية من دون أي سند قانوني الى جانب غرف لنشاطات حزبية او ممارسة شعائر دينية. وقال انه اتخذ تدابير لوضع حد لهذه التجاوزات خصوصًا وان مفاتيح هذه الغرف بحوزة اشخاص من خارج الكلية كما ان إدارة الكلية غير مزودة بنسخ عن هذه المفاتيح.
اما الأخطر فما كشفه أبو كسم انه تعرض بسبب تطبيقه القانون عبر استرداد الغرفتين الى تهديد مبطن ومفصل وواضح من قبل مسؤول حزبي في منطقة البقاع وبعلبك بحجة “انني أقفلت المصلى” داخل حرم الكلية لكنه لم ينصع لهذه التهديدات وكذلك الضغوط التي مورست عليه حتى من قبل “احد الزملاء في الفرع”.
وعزا أبو كسم أسباب استقالته الى عدم قبوله بتكريس تقاليد واعراف مخالفة للقانون ومناقضة لمفهوم العيش المشترك ورفض التراجع عن أي قرار اتخذه، معتبرا ان فروع الجامعة اللبنانية ليست مناطق نفوذ لأحزاب معينة تتقاسمها حسب الهوية الطائفية والمناطقية وتبادل المصالح والمحاصصة، الى جانب رفضه ان يأتمر مدير كلية في “الجامعة اللبنانية” بحزب سياسي خصوصًا وان دولة الحق والمؤسسات تقوم على احترام القانون والمساواة ونبذ التدخل الحزبي والسياسي المباشر في عمل الجامعة.
واستنكر كذلك التدخلات الحزبية في إدارة “اللبنانية”، معلنا استقالته رفضا للممارسات الميليشيوية وصونًا لاستقلالية الجامعة اللبنانية وكرامة أهلها.
