كتب خلدون قواص في صحيفة الأنباء :
كان البطريرك الراحل نصرالله صفير من المراهنين على دور الكويت في حل الازمات اللبنانية منذ بداياتها، ومن هنا كان ترحيبه بالدعوة التي وجهها صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد للقيادات الدينية اللبنانية في فبراير 1989 وكان يومها سموه وزيرا للخارجية، وغاية اللقاء محاولة حلحلة الامور المعقدة، والناجمة عن وجود العماد ميشال عون في القصر الجمهوري كرئيس للحكومة العسكرية، رافضا الحلول التي طرحتها وثيقة الطائف.
وانعقد اللقاء في 20 ـ 23 فبراير 1989 بحضور البطريرك صفير وبرفقته المطرانان جورج ابي صادر واميل بولس بمشاركة مفتي لبنان الشيخحسن خالد ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين وممثل شيخ عقل الموحدين الدروز مرسل نصر، وتمت اللقاءات ثنائيا وجماعيا برعاية صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد بوصف سموه وزيرا للخارجية حينذاك، واسفرت عن تحقيق (بعض التقارب).
وبعودة الوفود الى بيروت، كان المراهنون على استمرار الازمة في لبنان بالمرصاد للمفتي الشيخ حسن خالد، حيث اغتيل في 16 مايو 1989 اي بعد شهرين من لقاءات الكويت بانفجار سيارة ملغومة استهدفته وهو في طريقه الى دار الفتوى في بيروت.
يومها بدا واضحا للبطريرك صفير ان المطلوب منع توحيد اللبنانيين على كلمة سواء، وقد اعتبر ان الاغتيال يستهدف كل القيادات الروحية الساعية لاحتواء الازمة، ومن هنا كانت مبادرته الى فتح ابواب بكركي لتقبل التعازي بمفتي لبنان الشهيد.