أشار رئيس الجمهورية ميشال عون إلى أن لبنان “اليوم يمرّ بأزمة اقتصادية ومالية واجتماعية صعبة، الكثير من أسبابها موروث وثقيل”، إلا أنه طمأن أنها “مرحلية ونحن قادرون على تجاوزها إذا تعاونّا وتشاركنا في الإنقاذ”.
وقال عون، في كلمة خلال الإفطار الرئاسي الرمضاني في قصر بعبدا: “في بداية الشهر الفضيل في العام الماضي قطعت عهدًا لجميع اللبنانيين بأنه وقبل أن يهل هلاله مجددًا ستكون دولتهم أنجزت خطوات حاسمة على طريق اجتثاث الفساد من لبنان، عام مضى على ذلك الوعد، والكثير من الخطوات الحاسمة تحققت على هذه الطريق في أكثر من ميدان”.
وأضاف: “إن لم نُضحِّ اليوم جميعًا ونتخلص من بعض امتيازاتنا التي لا نملك ترف الحفاظ عليها، نفقدها كلّها، ونصبح لقمة سائغة على طاولة المؤسسات الدولية المقرضة التي ستفرض علينا وصفة اقتصادية قاسية وخاضعة لوصايتها وإدارتها المباشرة وفقًا لمصالحها الاقتصادية والسياسية، لا قدرة لنا على تحمّلها”.
ورأى أن “المطلوب اليوم منا العودة إلى ضميرنا الوطني والعمل بوحيه قبل المصلحة الشخصية الآنية، فننقذ أنفسنا بأنفسنا، ونقبل بالتضحيات المطلوبة إلى حين، ونتوقف عن الاعتصامات والإضرابات والتظاهرات وشلّ قطاعات العمل العامة والخاصة التي تعمّق الهوة بين ما نسعى إليه وبين الواقع المرير”.
ودعا الإعلام إلى أن “يكون شريكًا أساسيًا في الانتصار على الشائعات المغرضة والهدامة التي تطال أسس الدولة، وخصوصًا الوضع النقدي والليرة، وشريكًا أيضًا في التوعية على المخاطر وفي شرح الحلول وتبيان ضرورتها”، مؤكدًا أن “الليرة بخير، ولا خطر يتهدّدها، والصعوبة التي نمرّ بها مرحلية ومحدودة”، وأمل أن “في العام المقبل سنكون قد خرجنا منها وتحسّن وضعنا الاقتصادي ولم يبق من الحاضر إلا القليل”.
وتوجّه عون إلى الحكومة قائلًا: “أعيدوا إلى اللبناني ثقته بدولته، أثبتوا له أن تضحياته لن تذهب سدى في مسالك الهدر والفساد الوعرة. وعندئذٍ فقط نستعيد شعبنا إلى وطنه”.
كما توجّه إلى اللبنانيين قائلًا: “أيها اللبنانيون، عندما ناديتكم يوما بشعب لبنان العظيم كنت أقصد هذه القدرة على النهوض من الكبوات ومواجهة الواقع بتصميم وإيمان، ودحر المخاطر عن الوطن، والالتفات إلى المستقبل وعدم الوقوع في الاحباط والسلبية. ويقيني اليوم، لا بل إيماني، أنكم ما زلتم وستبقون شعب لبنان العظيم”.