يتقاطر المعزون بالبطريرك الماروني السادس والسبعين نصرالله بطرس صفير على مقر البطريركية المارونية في بكركي، المنشغلة بترتيبات التشييع المقرر يوم الخميس الكبير الذي أعلن الاقفال العام فيه الى جانب الحداد الرسمي وتنكيس الاعلام غدا الاربعاء، حيث نصح بانتقال المشاركين في التشييع بواسطة الحافلات لا السيارات الخاصة تجنبا للازدحام، فيما تنشغل الحكومة بهموم الموازنة العامة العصية على الترشيق، وسط اجواء اقليمية تتدحرج نحو الاسوأ، خصوصا بعد العمليات التخريبية ضد ناقلات النفط، قبالة ميناء الفجيرة الاماراتي، والتي وصفها الرئيس سعد الحريري امس بـ «الاعمال التخريبية الارهابية».
الحريري الذي ترأس امس الجلسة الوزارية العاشرة في سلسلة جلسات الموازنة وصف التعرض للبواخر الناقلة للنفط بانه «تهديد خطير لسلامة الملاحة في احد اهم المعابر المائية في العالم».
وقال في بيان تضامني مع الامارات ان هذه الاعمال تهدد استقرار الاقتصاد العالمي عبر اسواق النفط الدولية، اضافة لكونها اعتداء مباشرا على دول عربية شقيقة وعلى الامن العربي المشترك.
والى جانب المعزين، تتالت برقيات التعازي والاتصالات مع الرئيس ميشال عون والبطريرك بشارة الراعي بالراحل الكبير، وابرزها من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي قال في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية ان البطريرك صفير المولود في العام نفسه الذي اعلنت فيه السلطات الفرنسية دولة لبنان الكبير سنة 1920 هو من دعاة التعددية والتسامح والاحترام المتبادل بين جميع اللبنانيين، وكان صديقا مخلصا لفرنسا وحريصا على العلاقات الوثيقة القائمة منذ فترة طويلة بين بلدنا وشعوب الشرق الاوسط بكل تنوعها، مشيرا الى ان اسمه ترك بصمة وافرة.
رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع قال من جهته ان البطريرك الراحل حافظ على جوهر الرسالة وعلى دفة القيادة في عز الاحتلال والوصاية والعواصف العاتية، من دون ادعاء وبرباطة جأش فريدة، لقد كان حارس الحراس، واضاف جعجع: ان القوات اللبنانية تخسر بخسارة البطريرك صفير اقنوما من اقانيم تراثها النضالي، واخسر انا شخصيا، ابا ثانيا رافقني بالصلاة والدعاء، وكان خير راع للرعية، في زمن اعتقالي، وقد اصر على ضم القوات اللبنانية الى لقاء قرنة شهوان في الوقت الذي كانت سلطة الوصاية تعمل جاهدة لاستبعادها من كل شيء، وصولا الى محو آثارها كليا من الساحة السياسية، وقد ترك امثولة في الصمود والثبات على المبادئ ولم يمالئ ولم يساوم.
وتوجه الى البطريرك الراحل بقوله: مازالت ايامنا بائسة، كما وصفتها ذات يوم، تغادرنا ولبنان الذي احببته موئلا للحرية والانسان يعاني ويكابد.
وقال د.جعجع لصحيفة «النهار» البيروتية: لم يبق «شنب» واحد في لبنان الا وحاول استرضاء النظام السوري والتقرب منه، بعضهم بهدف الوصول الى مراكز معينة والبعض الآخر كي يكون في مأمن، الا البطريرك صفير، حيث لم يبق «شنب» في سورية الا وحاول التقرب منه، لكنه لم يقبل، حتى ان بابا الفاتيكان حاول اقناعه بزيارة سورية في تلك المرحلة ليكون في استقباله لكن صفير رفض زيارة الشام قبل ان تخرج الشام من لبنان.
حزب الله اوفد ابراهيم امين السيد على رأس وفد الى بكركي، حيث قدم التعازي للبطريرك بشارة الراعي وقال ردا على سؤال انه يجري درس امكانية حضور الجنازة.
في هذا الوقت، كان الرئيس ميشال عون يرعى احتفالا في القصر الجمهوري بمناسبة اطلاق «طوابع الطيور المهاجرة»، وهي مناسبة عالمية، وقال في كلمة له: نعمل على معالجة شؤون كثيرة دون ان نتجاهل شؤوناً اخرى لها اهميتها ودورها في حياتنا.