ربطت أوساط سياسية لبنانية زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد إلى بيروت، بالتقدم المسجل في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
وكان ساترفيلد قد وصل إلى بيروت ليل الاثنين، في زيارة لم يعلن عنها سابقا، التقى خلالها رئيس الوزراء سعد الحريري، وعدداً من القيادات السياسية، كما زار بكركي حيث قدم واجب التعزية بالبطريرك الماروني الراحل مار نصرالله بطرس صفير.
وتستمر زيارة ساترفيلد حتى الأربعاء حيث من المرجح أن يعقد اجتماعا مع وزير الخارجية جبران باسيل.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدا خطيرا بين الولايات المتحدة وإيران، بيد أن الأوساط السياسية تقول إن زيارة المسؤول الأميركي في علاقة مباشرة بالرسالة التي سلمها مؤخرا الرئيس ميشال عون إلى السفيرة الأميركية في بيروت إليزابيت ريتشارد، والتي تضمنت مبادرة لبنانية بشأن ترسيم الحدود البحرية.
وسبق أن زار ساترفيلد لبنان، في أكثر من مناسبة خلال الأشهر الماضية لإحداث خرق في هذا الملف الشائك، بيد أنه فشل في ذلك على خلفية تباعد وجهات النظر بين الطرفين الإسرائيلي واللبناني.
وتلفت الأوساط إلى أن إعادة لبنان الزخم إلى الملف بطرح مبادرة جديدة، تعود إلى قلق بيروت من التمشي الأميركي وخشيتها من فرض إسرائيل منطق الأمر الواقع مسنودة في ذلك بدعم مطلق من إدارة الرئيس دونالد ترامب. كما أن لبنان في حاجة إلى حل هذا الملف لدفع عمليات التنقيب عن الغاز في المنطقة الخاصة قدما، في ظل الأزمة الاقتصادية التي يتخبط فيها.
وترى تلك الأوساط أن هناك فسحة أمل للتوصل إلى اتفاق، بيد أن الأمر يبقى رهينة الإرادة الإسرائيلية. وتكمن المعضلة الأساسية بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي في ترسيم نقطة الحدود اللبنانية البرية في الجنوب عند منطقة الناقورة، إذ منها تنطلق عملية ترسيم خط الحدود البحرية.
ويدور صراع بين إسرائيل ولبنان منذ سنوات على منطقة في شكل مثلث على الحدود البحرية تصل مساحتها إلى 854 كيلومترا مربعا وتقع ضمن حقل غاز ضخم اكتشف شرق المتوسط في عام 2009، وتقدر مساحته بـ83 ألف كيلومتر مربع.
وتدعي إسرائيل أحقيتها في هذا المثلث الذي تم تقسيمه إلى عشر مناطق أو بلوكات، الأمر الذي يرفضه لبنان بشكل مطلق معتبرا أنه يقع في المنطقة الاقتصادية الخاصة التابعة له.
وتسعى الولايات المتحدة إلى إيجاد تسوية للنزاع الحدودي بين إسرائيل ولبنان، وشكل هذا الملف أحد المحاور الرئيسية التي قادت وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى بيروت في مارس الماضي.
وكانت واشنطن عرضت على لبنان مقترحا يقضي بتقاسم البلوك 9 بنسبة 60 بالمئة للبنان و40 بالمئة لإسرائيل، بيد أن لبنان رفض هذا المقترح.