Site icon IMLebanon

البطاطا… لخسارة الوزن سريعاً؟

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

قد تكون البطاطا هي آخر طعام تُفكّرون فيه عندما يتعلّق الأمر بخسارة الوزن، خصوصاً وأنها تملك سُمعة سيّئة جداً. لكنّ الحقيقة أنّ حميةً جديدةً أُضيفت إلى مئات الحميات الموجودة عالمياً، أُطلق عليها الـ»Potato Diet». فما أبرز قواعدها، وهل هي فعلاً آمنة وفعّالة؟

رُوِّج أخيراً لحمية البطاطا الهادفة إلى خسارة الوزن سريعاً. وتعليقاً على ذلك، قالت إختصاصية التغذية، عبير أبو رجيلي، لـ«الجمهورية» إنّ «الشخص الذي يتقيّد بهذا النوع من الأنظمة الغذائية قد يتخلّص من 0,45 كلغ من وزنه يومياً، غير أنّ ما من أبحاث علمية تؤكد ذلك بعد».

قواعد أساسية
ولفتت إلى وجود مجموعة قواعد يجب الالتزام بها عند اتباع حمية البطاطا:
• عدم تناول أيّ شيء آخر سوى البطاطا لمدّة 3 إلى 5 أيام، شرط أن تكون غير مقليّة وخالية تماماً من الزيوت، والصلصات كالمايونيز والكاتشب والخردل. يجب الاكتفاء بتناول البطاطا بمفردها، والحرص على طبخها بطريقة صحّية.
• يمكن استهلاك ما بين 0,9 إلى 2,3 كلغ من البطاطا يومياً لمدة 3 إلى 5 أيام، أي ما يُعادل 9 إلى 15 ثمرة متوسطة الحجم.
• الملح مسموح باعتدال مع البطاطا، ولكن في حال التمكن من تفاديه فسيكون ذلك أفضل بكثير.
• يُمنع احتساء الصودا والكحول، إنما يجب شرب كمية كافية من المياه الخالية من أيّ إضافات بمعدل 8 أكواب يومياً. يمكن شرب القهوة الخالية من الكريما والحليب والسكر وغيرها من المواد، والشاي الأخضر غير المُحلّى.
• يجب عدم القيام بتمارين بدنية قويّة، إنما التمسك بحركة سهلة لا تتطلّب أيّ مجهود كبير لأنّ هذا النظام الغذائي قاسٍ نوعاً ما وبالتالي يجب عدم صرف طاقة كبيرة على الرياضة.
• بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتناولون أدوية معيّنة، عليهم الاستمرار في الحصول عليها ولكن يُفضّل عدم اللجوء إلى أيّ متمّم غذائي مع هذه الحمية.
وأشارت إلى أنّ «الأمر الغريب في هذا النظام الغذائي أنه يسمح باستهلاك البطاطا البيضاء فقط في مقابل الابتعاد من نظيرتها الحلوة، على رغم أنّ هذه الأخيرة تملك قيمة غذائية عالية ومنافع صحّية مهمّة».

غذاء منخفض الكالوري
وأكدت أبو رجيلي أنّ «ما من دراسات علمية تدعم حمية البطاطا، ولكن حتى الآن فإنّ الأشخاص الذين تقيّدوا بها قد تمكنوا من خسارة الوزن بما أنّ هذا النظام الغذائي قليل السعرات الحرارية، بحيث يراوح مجموعها ما بين 530 إلى 1300 كالوري. هنا نتحدث عن الأشخاص الذين لا يعانون أيَّ مشكلة صحّية، لأنه من المعلوم أنه في الأنظمة الغذائية يجب عدم الاعتماد فقط على الكالوري إنما أيضاً على صحّة الشخص بما أنّ التعرّض لمشكلة صحّية معيّنة، مثل اضطرابات الغدة والهورمونات، قد يعوق خسارة الوزن».
وتابعت قائلة إنّ «دراسة أُجريت على الفئران أظهرت أنّ التي استهلكت البطاطا فقط تناولت كمية طعام أقلّ مقارنةً بنظيراتها التي تقيّدت بغذاء آخر. ولكن لا دراسات بشرية حتى الآن تُشجّع على الانخراط في هذه الحمية».

نقاط سلبية
وعن رأيها الشخصي بحمية البطاطا، أفادت خبيرة التغذية أنه «يمكن اتباعها بسهولة بما أنها ستضمن الشبع لغناها بالنشويات، والألياف، والمعادن، والفيتامينات. كما أنّها غير باهظة الثمن على الإطلاق، وبالتالي يمكن للجميع شراؤها وتناولها مشويّة أو مسلوقة. لكنّ هذا لا يعني أنه يمكن تجاهل حقيقة انتمائها إلى الحميات المتطرّفة لأنها تحرم الشخص استمداد البروتينات، والدهون الصحّية، ومغذيات أخرى يحتاج إليها الجسم حفاظاً على سلامة مختلف وظائفه. فالاكتفاء بتناول صنف غذائي واحد سيُعزّز احتمال التعرّض لنقص في الفيتامينات والمعادن، خصوصاً عند اتباعه لمدة طويلة».

وأضافت: «لا شكّ في أنّ حمية البطاطا تسمح بخسارة الوزن خلال فترة زمنية قصيرة لأنها منخفضة الوحدات الحرارية، ولكنها قد تؤدي إلى استرجاع الكيلوغرامات المفقودة لأنها تؤثر سلباً في عملية الأيض، فتخفض معدل حرق الدهون، وتقلّل نسبة العضلات في الجسم، خصوصاً بالنسبة إلى الأشخاص الذين يلتزمون بها لمدة طويلة قد تصل إلى شهر أو شهرين، الأمر الذي يُهدّدهم أيضاً بمشكلات صحّية أخرى».

وشدّدت على أنّ «الهدف من أيِّ حمية غذائية يتمّ التقيّد بها يجب ألّا يقتصر فقط على خسارة الوزن، إنما الحفاظ على النتيجة التي تمّ بلوغها كي لا تذهب الجهود المبذولة سُدىً، وهذا ما يفتقر إليه غذاء البطاطا».

وختمت أبو رجيلي: «إتّباع حمية البطاطا لأيام قليلة قد لا يكون خطراً، ولكن يُستحسن دائماً الاعتماد على الأنظمة الغذائية المرتكزة على أبحاث علمية للتأكد من خلوّها من أيِّ ردات فعل عكسية على الجسم. يُنصح دائماً بالتنويع الغذائي على مختلف الوجبات، فتتألف الأطباق من الخضار، والفاكهة، والدهون، والبروتينات، والكربوهيدرات تفادياً لأيّ نقص في المغذيات».

وحذّرت «من التقيّد بالأنظمة الغذائية العشوائية المنتشرة على الانترنت لمدة طويلة وبلا استشارة الخبراء، بما أنّ ذلك سيُسبّب مشكلات صحّية جدّية. يجب دائماً اتباع مثل هذه الحميات بإشراف اختصاصية التغذية تفادياً لأيّ سلبيات وأضرار، وحرصاً على ثبات الوزن».