يودّع لبنان بكل حزن البطريرك مار نصرالله بطرس صفير.. ولهذه الشخصية الاستثنائية كان لا بد من فنان استثنائي ينحت نعش الراحل الكبير. ومن أفضل من الفنان رودي رحمة ليتولى هذه المهمة حيث لفت نعش البطريرك صفير الأنظار، من ناحية ضخامته وقيمته المعنوية خصوصاً انه جُبل من خشب الزيتون والصخور…
هذه التحفة الفنية التاريخية قدّمها النحات رودي رحمة الذي عمل على مدار الساعة لإنهائها خلال يومين وأربع ساعات، وذلك حسب ما كشف في حديث خاص لـIMLebanon.
وعن المزج بين خشب زيتون قنوبين وصخور بكركي، يشرح رحمة، ان “البطريرك صفير عانى كثيراً الى جانب الشبيبة المضطهدة من اجل كرامة الحرية العالية التي من دونها لا وجود للبنان، ومن هنا جذع الزيتون له قيمته الروحية في الديانة المسيحية، وكانوا يستخدمونه كأنه رمز لنهاية الطوفان وبداية بشرية جديدة، وتجدد الزيت يعني ان يكون هناك درب خلاص وكهنة جدد ليبدأوا بمسيرة جديدة”.
ويكشف عن انه “من كثرة ما داس غبطته بهذا الزيت تحول ثوبه الى اللون القرمازي القريب للاحمر، وهو يرمز الى كل العذابات والصعوبات التي ممرنا بها في لبنان من قهر وقمع، وهو يمتزج مع اللون الفاتيكاني الذي نحتُ به النعش بالنحاس وهو اللون الذي يُليق به، وصخور بكركي البيضاء ترمز الى بكركي التي لن تهتز، وتبقى الصخرة التي تُعجن مع جذع الزيتون ومع قداسته الذي كان يحب كثيرا هذه الشجرة”.
ويتابع رحمة “فرحت كثيرا بقرار بكركي التي أعلنت فيه عن الحفاظ على نعش البطريرك صفير في متحفه ببلدة ريفون، وذلك لأنها قدرت عملي النابع من القلب، وانا اعلم ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يحب الفن ويشجعه وبالتالي أقدر عاليا هذا القرار”.
ويقول رحمة: “انا أكبر عندما يركع ازميلي صلاة لعظماء من بلادي، هذا الازميل المتواضع امام هذه عظمة البطريرك صفير، وأنا لم أفعل شيئاً يُذكر فالبطريك صفير هو من فعل وهو كان الاب لكل الطائفة، على أمل ان يكمل هذا المشعل مع البطريرك الراعي”.
حاورته ستيفاني جعجع