كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
الخرف مرض «مُرعب» يُصيب 50 مليون شخص حول العالم. ولسوء الحظ، لا علاج له، لذلك فإنّ الوقاية أساسية جداً. فما العادات التي يجب اتّباعها؟
كشفت منظمة الصحّة العالمية (WHO) أخيراً مبادئها التوجيهية الأولى لخفض خطر الخرف عالمياً. وقال المدير العام لـ»WHO»، تيدروس أدهانوم غبريسوس، إنه «يُتوقّع أن يزداد عدد الأشخاص الذين يشكون من الخرف بمعدل 3 مرّات خلال السنوات الثلاثين المقبلة. لذلك يجب بذل كل ما في وسعنا لخفض هذا الخطر».
ووفق تقرير منظمة الصحّة العالمية، تُعد عوامل نمط الحياة مهمّة، وبالتالي يُنصح الأشخاص القيام بما يلي لتقليل احتمال إصابتهم بالخرف:
عدم الإفراط في الكحول
إنّ خطر الخرف يميل إلى أن يكون أقل باستمرار عندما يحتسي الشخص الكحول باعتدال، إلّا أنه يرتفع عند المبالغة. ولفت مدير «Penn Memory Center» الذي يُعنى بالألزهايمر، جايسن كارلاويش، إلى أنّ «ذلك قد يرجع إلى تعرّض خلايا الدماغ للتسمّم». أوصَت «WHO» بالشرب على مستوى «غير ضارّ»، أي ما يوازي كأساً واحدة للنساء وكأسين للرجال في اليوم، بحسب المبادئ التوجيهية الغذائية للأميركيين.
ممارسة الرياضة بانتظام
أفاد كارلاويش أنّ التمارين مهمّة لسببين: تبيّن أولاً أنّ الرياضة تحسّن صحّة القلب والأوعية الدموية، وهناك بيانات وافرة أظهرت أنه إذا تمكّن الشخص من تحسين صحّة قلبه فإنه سيستطيع خفض احتمال تعرّضه للخرف. ومن جهة ثانية، هناك دليل على أنّ الحركة قد تملك تأثيراً مباشراً في الحفاظ على صحّة خلايا الدماغ. وفي هذا السياق، أعلنت «WHO» أنّ المستويات العالية من الرياضة قد تكون الأكثر وقائية. يُنصح بممارسة 150 دقيقة أو أكثر من النشاط البدني أسبوعياً.
الامتناع عن التدخين
شدّدت «WHO» على أنّ الاعتماد على التبغ هو السبب الرئيس للوفيات التي يمكن الوقاية منها عالمياً. التدخين لا يرفع خطر أمراض القلب والسرطان فحسب، إنما توصّلت الدراسات إلى أنه يؤدي إلى انخفاض معرفي، ليؤثر بشكل مباشر في صحّة الدماغ.
التحكّم في ضغط الدم والحفاظ
على وزن صحّي
ثبُت أنّ ارتفاع معدل ضغط الدم يعزّز خطر الإصابة بالخرف. كذلك فإنّ الضغط العالي المُرافق بزيادة الوزن قد رُبط بأمراض القلب، وزيادة التعرّض للخرف. ودعت «WHO» إلى الحفاظ على مؤشر كتلة جسم (BMI) أقل من 25 كلغ/م2.
التقيّد بغذاء متوازن
وصفت «WHO» حمية البحر الأبيض المتوسط، الغنيّة بالحبوب الكاملة، والبقوليات، والفاكهة، والخضار، والدهون الصحّية (زيت الزيتون والسمك)، بأفضل غذاء لعام 2019، واعتبرته خطّة جيّدة لدماغ صحّي. رُبط الالتزام الجيّد بهذه الحمية بتراكم أقل للويحات التي لها علاقة بالألزهايمر. من جهة أخرى، هناك مكمّلات غذائية عدة في السوق تدّعي أنها تساعد على خفض خطر الإصابة بالخرف، مثل الفيتامينات B، ومضادات الأكسدة، والأوميغا 3، ولكنّ «WHO» دعت إلى عدم إيلائها أي أهمّية لأنّ نتائج الأبحاث التي أُجريت عليها حتى الآن هي مُخيّبة.
وختاماً، علّق كارلاويش بالقول: «ليس من المُبكر أو المتأخّر جداً البدء باتّباع نمط حياة صحّي. فقد ثبُت أنّ السلوكيات الصحّية في منتصف العمر تخفّض احتمال الإصابة بالخرف في المراحل المتأخرة منه. لذلك، فكّروا في الأمر منذ اليوم للوقاية من المرض مستقبلاً».