Site icon IMLebanon

التغييرات في هيكلية “الحرس الثوري” تابع… إيران تحتاط للأسوأ؟

بعد أن أعفى قائدَ الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري من منصبه، وعيّن نائبَه حسين سلامي خلفا له في نيسان الماضي، أصدر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قرارين عيّن بموجبهما الأميرال علي فدوي نائبا للقائد العام لقوات الحرس الثوري، والعميد محمد رضا نقدي مساعدا تنسيقيا له.

وأشار خامنئي إلى أن تعيين الأميرال فدوي يأتي في ضوء مؤهلاته وخبراته، وأن المتوقع منه هو “أداء الدور الجهادي والثوري” في الارتقاء بمستوى الاستعداد للحرس الثوري. كما أشار المرشد الأعلى إلى أن تعيين العميد نقدي في منصب مساعد القائد العام لحرس الثورة للشؤون التنسيقية جاء باقتراح من قائد الحرس الثوري وفي ضوء الجدارة التي يمتلكها والخبرات القيمة التي اكتسبها في الحرس والتعبئة. وأكد أن المتوقع منه هو الارتقاء بطاقات وخبرات وفاعلية الحرس الثوري عبر “توظيف الإمكانات والقدرات النخبوية والجهادية للحرس والتعبئة لتحقيق التقدم واكتساب الاستعدادات الشاملة في الدفاع عن الثورة الإسلامية”.

هذه التبديلات في هيكليّة أقوى مؤسسات “الجمهورية الاسلامية”، أي الحرس الثوري، بما يمثّله من قوّة دفاع عن البلاد وأمنها، تحصل في توقيت لافت وحساس من عمر إيران، وفق ما تقول مصادر ديبلوماسية لـ”المركزية”. فالمنطقة تشهد توترا غير مسبوق تقف الدولة الفارسية في قلبه، وتُعد، في آن، من أبرز مسبّبيه وأكبر المستهدَفين فيه!

وبينما تحشد الولايات المتحدة جيوشها وأساطيلها في المياه الإقليمية، وفي وقت ترتفع نبرة الدول الخليجية ضد طهران على إثر تعرّض سفن إماراتية للتخريب، واستهداف الحوثيين منشآت “أرامكو” النفطية في الرياض، يبدو أن إيران قررت الاستعداد للأسوأ وتحضير نفسها لأخطر السيناريوهات، كتعرّضها لضربة عسكرية مثلا، وذلك عبر تعزيز جيشها و”تجديد” قيادته، ليكون ردّه وأداؤه على أفضل وجه. وفي هذه الخانة تحديدا، تصب التغييرات التي يجريها خامنئي في بنية الحرس الثوري.

وفي سياق خطوات إيران “الوقائية” أيضا، تأتي المواقف التي يطلقها مسؤولو “الحرس”، الذين لا ينفكّون يذكّرون بقدرة إيران على استهداف مصالح الأميركيين وحلفائهم الخليجيين في المنطقة، متوعّدين إياهم بخطوات “موجعة”. وقد سارع نائب قائد الحرس الثوري الإيراني الجديد، فور تعيينه، إلى التلويح بأن “الصواريخ الإيرانية، حتى تلك القصيرة المدى، يمكنها الوصول للسفن الحربية الأميركية في الخليج”، مضيفا: “الولايات المتحدة غير قادرة على تحمل حرب جديدة”.

وسط هذه الأجواء المحمومة، أفيد بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أرسل رسالة إلى مساعديه، خلال اجتماع صباح الأربعاء، مفادها أنه لا يريد أن تتحول حملة الضغط الأميركية المكثفة على إيران إلى صراع مفتوح، كما أبلغ وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان بأنه لا يريد الدخول في حرب مع إيران.

وإذا كان هذا الكلام يلجم التوجهات التصعيدية في المنطقة، إلا أنه لن يحول دون مواصلة أطراف الصراع الإقليمي كلهم – أي الدول الخليجية والأميركيين وإيران – فلش اوراق قوّتهم، أكان عن سبيل “الاحتياط”، أو استعدادا لمرحلة التفاوض مستقبليا.