كتبت وكالة “أخبار اليوم”:
حسنا فعل الزميل طوني ابي نجم، حين ورغم كل الاتصالات ومحاولات اللفلفة واللملمة، كشف حقيقة من يفترض به ان يمثل العمال بمختلف فئاتهم واعمارهم واحزابهم وطوائفهم.
وتمثيل هذه الشريحة الاوسع ليس فقط في لبنان بل في العالم اجمع، لا يقتصر على المطالبة بحقوق العمال- ان كان (رئيس الاتحاد العمالي العام) بشارة الاسمر يفعل ذلك- بل قبل كل شيئ عليه ان يدافع عن كراماتهم… والدفاع عن الكرامة يبدأ باحترام المقدسات.
فبغض النظر عن “تقديس” البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير، فهذا مسار روحي كنسي فاتيكاني طويل، لا دخل لنا به.. لكن المأتم المهيب الذي شارك فيه آلاف اللبنانيين من مختلف الطوائف، ما هو الا “تقديس وطني” للدور الكبير الذي لعبه صفير على مستوى لبنان وحماية العيش المشترك والكيان… فان الاستغراب الاكبر هو ان يأتي من يفترض به ان يكون في الصفوف الأمامية في تقبل التعازي ليهين بكلام لا يرتقي الى الاخلاق كل الالقاب والميزات و”الصفات الإلهيّة”… وكل ذلك قبل ان يقفل باب القبر!
ولكن يبدو ان “التقديس الوطني” فعل فعله فتدحرج الحجر وكشف حقيقة ساطعة انه في الاتحاد العمالي العام لا تطبق قاعدة الرجل “المناسب في المكان المناسب”…
على اي حال “الإناء ينضح بما فيه” فان ابي نجم نضح ايمانا وحرصا على راحل كبير… فيما الاسمر نضح استخفافا بالمسؤولية التي يفترض ان يتحملها ويتحلى بها، فأطلق “نكتة” دانته وفضحت حقيقته، وادت الى ما ادت اليه!
وان كان البعض وانطلاقا من ادعائه العلمانية، حاول ان يغرد خارج سرب الاجماع ليدافع عن الاسمر، فلا بد من تذكيره ان تحقير الشعائر الدينية وصولا الى الازدراء بها هي جرائم يعاقب عليها استنادا الى احكام عدة في قانون اصول المحاكمات الجزائية.
وما قام به القضاء، والذي يفترض ان يستكمل لتأخذ العدالة مجراها، يندرج ايضا في الحرب على الفساد، فالفساد اخلاقي بالدرجة الاولى:
” إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
و إذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوّم النفس بالأخلاق تستقم ”
كم تنطبق ابيات الشاعر احمد شوقي على واقعنا الاليم هذا، لكن ربما يصلح العطار ما افسد الدهر! فهل تنطلق الخطوة الاولى من مشوار الالف ميل من الاتحاد العمالي؟! لم لا..