Site icon IMLebanon

بعد “سقطة” الأسمر… هل يطالب “التيار” برئاسة الاتحاد؟

رأت مصادر قانونية ان كلام رئيس الاتحاد العمالي العام ‏بشارة الاسمر في حق البطريرك صفير سقطة اخلاقية بامتياز، لكن توقيفه بتهمة المس ‏بالسلم الاهلي نقطة خلافية على الصعيد القانوني، وتعتقد هذه المصادر ان تحريك القضاء جاء لمسايرة المزاج العام، ‏وجاء توقيفه لتنفيس غضب الرأي العام، والذي عبّر عنه مارونياً البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي اعلن ان ‏ابواب بكركي ستبقى مقفلة امام الاسمر الى حين تكفيره وتعويضه عن خطيئته بما يحفظ كرامة قدسية وفاة البطريرك ‏صفير واللبنانيين، كما عبّر عنه اسلامياً الرئيس سعد الحريري عندما قال انه شعر بالاهانة كاخوانه الموارنة وبالخجل بأن ‏في بلدي اشخاصاً يفكرون بهذه الطريقة ويخرج منهم مثل هذا الكلام‎.‎
‎ ‎
ووفق معلومات “اللواء” فإن مجلس الوزراء ناقش في مستهل جلسته المسائية مسألة مصير الاسمر ورئاسة الاتحاد ‏العمالي، ولم يخل النقاش من مزايدات بين ممثلي “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، فيما تدخل وزراء ‏آخرون معتبرين ان مسألة خلافة الاسمر قضية نقابية لا علاقة بمجلس الوزراء فيها‎.‎
‎ ‎
وتبلغ المجلس ان هيئة مكتب المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي ستعقد ظهر الاثنين اجتماعاً طارئاً برئاسة نائب الرئيس ‏حسن فقيه للبت بالاستقالة التي تقدم بها الاسمر من مكان سجنه في قصر بعبدا، نزولاً عن رغبة اكثرية اعضاء هيئة ‏المكتب المؤلفة من 12 عضواً التي تمنت على الاسمر بأن يقدم استقالته بملء ارادته ومن تلقاء نفسه كي نتجنب اقالته ‏او عزله من منصبه، خصوصاً وان هناك اتجاهاً لدى القضاء لاطلاق سراحه الاثنين، على ان يحاكم بعد ذلك وفق ما ‏تقتضيه الاصول القانونية، على اعتبار ان تهمة القدح والذم لا تستوجب توقيفاً، بحسب وكيله‎.‎
‎ ‎
وبحسب المعلومات فإن منصب الاسمر سيؤول الى نائبه فقيه في المرحلة الراهنة، وسيتم تشكيل لجنة طوارئ ‏لمواجهة الظروف الاستثنائية التي يمر بها الاتحاد العمالي، وحتى اجراء انتخابات تؤدي الى انتخاب رئيس جديد ‏وهيئة جديدة، مع العلم ان الصراع على رئاسة الاتحاد فتح قبل ان يتم عزل الاسمر، وهو ما تأكد بعد زيارة وفد ‏‏”التيار الوطني الحر” برئاسة الوزير جبران باسيل الى بكركي الاحد، حيث اكد من هناك انه لن يعترف بهذا الموقع ‏‏(رئاسة الاتحاد) وبالشكل الذي هو فيه الى حين تصحيح الوضع القائم، معلناً انه وبما يمثل يقاطع هذا الموقع حتى ‏يقوم اصحابه، بالمراجعة اللازمة في حسن التمثيل من زاوية الميثاقية والشراكة”، والمقصود هنا بالطبع، الزاوية ‏اياها التي اوصلت “التيار الحر” الى الرئاسة الاولى واعطته حصة وازنة في الحكومة والمجلس النيابي‎”.‎
‎ ‎
وفي تقدير مصادر سياسية ان طموح التيار للمطالبة برئاسة الاتحاد العمالي يطرح مسألة بالغة الخطورة يتعين على ‏المكتب التنفيذي للاتحاد ان يعالجها بعد ان تتوضح سيرورة الموقف، مع العلم ان فريقاً من الاتحاد المعروف بقربه من ‏حركة “امل” كان يميل الى دعوة القضاء ليقوم بعمله واعتبار اساءة الاسمر خطأ شخصياً لا علاقة للاتحاد به ‏كمؤسسة مكونة من اتحادات ونقابات لمتابعة شؤون العمال والموظفين، وحتى لا يتعطل دور الاتحاد في هذه المرحلة ‏التي تعمل فيها الحكومة على اقرار موازنة اصلاحية، بحسب رئيس اتحاد ونقابات النقل البري بسام طليس الذي اعتبر ‏ان كلام الاسمر مسيء ومرفوض، داعياً لاستمرار العمل بمؤسسات الاتحاد العمالي الذي لا يختصر بشخص‎”.‎
‎ ‎
تجدر الاشارة الى ان اتحادات عمالية عديدة اعلنت تعليق عضويتها في الاتحاد رفضاً لكلام الاسمر، كما اعلن وزير ‏الاقتصاد منصور بطيش انه سيفسخ عقد العمل مع الاسمر في اهراءات بيروت، بصفته طبيب اسنان‎.‎
‎ ‎