تتسارع الأحداث وتتشابك القضايا محلياً واقليمياً، راسمةً خريطة جديدة وتغييرات مرتقبة للمنطقة، في ظل الحديث المتنامي عن صفقة القرن وما يُحضّر من مخططات سياسية واقتصادية وعسكرية. ولبنان الموعود بأموال “سيدر” يصارع الوقت لإنجاز موازنة إصلاحية، تخفف العجز وتزيد الواردات وتحفظ له ما تبقى من ماء الوجه، في ظل صراع بين القوى السياسية المحلية وتنافسها على تحقيق الإنجازات وتسجيل النقاط. فكيف ينظر “الاشتراكي” الى مجمل المستجدات في الداخل والخارج.
عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبد الله أشار عبر “المركزية”، إلى “أن لا جديد في العلاقة بين “حزب الله” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” واللقاء الذي حصل بالأمس بين وفد من حركة “أمل” و”التقدمي” يدخل في إطار العلاقة الثابتة والواضحة مع حركة “أمل” وغير مرتبطة بدور الرئيس نبيه بري شخصياً ووساطته بيننا وبين “حزب الله”. وأضاف: “توقفت الأمور عند لقاء “المصارحة” و”غسل القلوب” الذي حصل مؤخراً برعاية الرئيس بري”.
وعن الايجابية في ترسيم الحدود مع اسرائيل، رأى عبدالله “أن كل الأمور مرتبطة بالتطورات الاقليمية، والتغييرات المتوقعة في المنطقة. مضى عشرون عاماً على مشكلة ترسيم الحدود مع إسرائيل، اليوم بدأت تظهر ايجابيات مع نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى دايفيد ساترفيلد، وان دل الى شيء فالى ان هناك ما يحضر للمنطقة. هناك تغييرات لا نعرف بالتحديد هل ستكون اقتصادية ام سياسية ام عسكرية”.
واعتبر “ان لا وضوح حول صفقة القرن، وما يحكى عنها مجرد كلام، لكنها لا شك مرتبطة بجهوزية وقدرة النظام العربي على حماية القضية الفلسطينية، لكن من الواضح ان القوى الاقليمية المؤثرة في المنطقة هي ايران وتركيا واسرائيل وليس الدول العربية”، لافتاً إلى “أن في ظل التعاطي المباشر بين روسيا واميركا لا نعرف الى اي مدى سيتكاتف المجتمع الدولي والقوى الاقليمية حول القضية الفلسطينية”.
وعن ترسيم الحدود البحرية مع سوريا والخلاف حول البلوكين 1 و2 قال: “عندما نحلّ مشكلتنا مع اسرائيل نهتم لاحقا بالجانب السوري، الذي يتضمن أيضا ترسيم الحدود البرية، إذ هناك قرى سورية داخل الحدود اللبنانية وقرى لبنانية ضمن سوريا إضافة إلى 163 معبرا غير شرعي، نحتاج الى ضبطها”.
أما عن القانون الانتخابي الذي تطرحه كتلة التنمية والتحرير أجاب عبدالله: “ناقشنا الموضوع واقتراحهم يتضمن ايجابية، إنما هناك جزء يحتاج الى نقاش. ونشكر الرئيس بري وكتلته لأنه على الاقل قدّم الموضوع باكراً لمناقشته، وعدم سلقه في اللحظات الاخيرة” مشيراً إلى “أننا ندرسه في الوقت الحالي، وسنصدر ملاحظاتنا حوله قريباً، وبالتحديد عن النسبية، لأن النسبية في نظام طائفي هي بدعة جديدة على الطريقة اللبنانية. والاولوية لدينا هي لإلغاء الطائفية السياسية”.
وأين أصبح الطعن في خطة الكهرباء، قال: “من الواضح ان وزارة الطاقة ومَن وراءها يرفضون الهيئات الناظمة. وهناك وزارات أخرى ترفض الهيئات الناظمة، كوزارة الاتصالات مثلا. هناك من يريد ان تكون ادارة الصفقات والمبيعات، خارج إطار الهيئة الناظمة وادارة المناقصات” مشيراً إلى “أن حتى الان لم نصل الى نتيجة حول الموضوع”.
ورأى “أن دراسة الموازنة اقتصرت على الأرقام وكيفية تخفيض العجز، اما كلفتها ومن ستزعج وعلى حساب من، فكانت مجرد تفاصيل. يطلقون عليها تسمية موازنة اصلاحية، ولكنها لا تتضمن اي خطة اصلاحية او رؤية اقتصادية”.