تقرير كريم مجدي في “الحرة”:
مع إرسال الولايات المتحدة حاملتي طائرات إلى منطقة الخليج برفقة أربع قاصفات من طراز B-52، بدأت مواقع ناطقة بالفارسية في ترديد مصطلح “هجوم النحل”.
ونشر موقع “بصيرت” الإيراني تقريرا عن استراتيجية الحرس الثوري الإيراني في مواجهة حاملات الطائرات الأميركية في منطقة الخليج.
وتعتمد هذه الاستراتيجية التي أشار إليها خبراء أميركيون سابقا، على تكتيك الحرب غير المتكافئة التي ستتبناها إيران أمام الولايات المتحدة.
والحرب غير المتكافئة، تعني استخدام تكتيكات وأساليب عسكرية غير معتادة من أجل تعويض العجز العسكري أمام قوة عسكرية نظامية تقليدية مثل الولايات المتحدة.
وتعتمد إيران على هذا التكتيك بحريا من خلال توظيف أسراب القوارب السريعة صغيرة الحجم من طراز “بليد رانر”، بالإضافة إلى الغواصات الصغيرة والصواريخ المثبتة على السواحل والطائرات المسيرة المحملة بالمتفجرات.
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا الأربعاء الماضي، ذكر أن المعلومات الاستخباراتية التي أدت إلى إرسال الولايات المتحدة حاملات الطائرات إلى الشرق الأوسط، هي صور لقوارب إيرانية صغيرة الحجم مجهزة بصواريخ.
وبحسب التقرير فقد تنامى الخوف لدى الأجهزة الأمنية الأميركية، من قيام طهران باستهداف السفن الأميركية الموجودة في مياه الخليج.
وأعلنت إيران عام 2010، قدرتها على تصنيع نماذج من قوارب “بليد رانر” محليا، والتي يعتبرها البعض أسرع قوارب في العالم.
كما أعلن قائد البحرية بجهاز الحرس الثوري الإيراني، علي فدوي، عام 2017 عن انضمام قوارب من طراز “بافار-2” وهي قوارب سريعة مخصصة للاستطلاع.
وذكر فدوي حينها انضمام قوارب مخصصة للهجوم الصاروخي مثل ذوالفقار وطارق وعاشورا، المصممة على طراز قوارب C-14 الصينية.
ويعتقد أن هذه القوارب ستشارك في خطط الحرس الثوري للهجوم على حاملة الطائرات، والتي ستقوم بدور استطلاعي قبل انطلاق هجوم القوارب السريعة.
وجهزت القوارب السريعة بصواريخ مضادة للسفن، مثل صواريخ “كوثر” ذات مدى يصل إلى 20 كيلومترا، بالإضافة إلى طوربيدات بحرية من طراز “حوت” تصل سرعتها إلى 100 متر في الثانية.
ليس بهذه السهولة
على الناحية الأخرى، يشكك بعض الخبراء في قدرة إيران على تدمير حاملات الطائرات الأميركية باستخدام “تكتيك النحل”، كالباحث المتخصص في شؤون الأمن والدفاع، كايل ميزوكامي.
يقول ميزوكامي في مقاله بمجلة “ناشيونال إنترست”، إن البحرية الإيرانية تولي اهتماما خاصا في كيفية إغراق حاملة الطائرات، ففي كانون الثاني 2015، ادعى قائد البحرية الإيرانية بالحرس الثوري علي فدوي، قدرة قواته على إغراق حاملات الطائرات الأميركية.
وفي الشهر اللاحق، أثناء النسخة التاسعة من مناورات “النبي الأعظم” الإيرانية التي أجريت في مضيق هرمز، استخدمت أسراب من الزوارق وصواريخ مضادة للسفن وألغام، بالإضافة إلى إنزال قوات كوماندوز لإغراق مجسم ضخم يحاكي حاملة طائرات أميركية.
لكن الأمر ليس بهذه السهولة، إذ أن نطاق مرمى الأسلحة الإيرانية لا يصل لحاملات الطائرات الأميركية، فمدى صاروخ الدفاع الساحلي الإيراني “غدير” يصل إلى 186 ميلا فقط، أي أقل من مدى صاروخ مقاتلة F/A-18E/F أميركية، وينطبق الأمر على السلاح الجوي الإيراني أيضا.
كما تواجه إيران مشكلة في القوة النيرانية، إذ لا تمتلك رؤوسا تفجيرية قادرة بالفعل على إغراق حاملة طائرات أميركية.
أما المشكلة الثالثة تتمثل لعدم اقتراب حاملات الطائرات الأميركية من القوات الإيرانية بشكل يجعلها هدفا لمرمى النيران.
المشكلة الرابعة التي ستواجه إيران، هي مدمرات الصواريخ الموجهة من طراز “أرلي بورك”، التي تحوي نظام تصد للصواريخ البالستية، بالإضافة إلى نظام رادار “إيجيس” المتطور، وبذلك تكون الحاملة محمية من الصواريخ البالستية.