كتبت سينيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
الاستمتاع بالطقس الحارّ يجب ألّا يقتصر فقط على التخطيط للمشاريع مع الأصدقاء والذهاب إلى المنتجعات البحرية، إنما الأهمّ الإفادة من خيراته الطبيعية لما لها من فوائد غذائية وصحّية لا مثيل لها، والمقصود هنا تحديداً الفاكهة ذات النواة الحجرية المعروفة بالـ»Stone Fruits».
الفاكهة ذات النواة الحجرية هي تلك التي تحتوي في وسطها على نواة تختبئ بداخلها البذور، مثل الدرّاق والكرز والخوخ والمشمش والمانغو، وتتوافر تحديداً في الربيع والصيف بما أنها تنمو في الطقس الحارّ.
وتعليقاً على هذا الموضوع، أكّدت إختصاصية التغذية، جوزيان الغزال، لـ«الجمهورية» أنّ «إدخال هذه الفاكهة، التي تروي العطش وترطّب الجسم، إلى أي نظام غذائي أمر فائق الأهمّية لاحتوائها على قيمة غذائية ذهبية. فهي مليئة بالمغذيات النباتية المُحاربة للالتهاب، ما يساعد على تحصين الصحّة وحتى محاربة علامات الشيخوخة. فضلاً عن أنها تمنح الفاكهة ذات النواة الحجرية لونها المُشرق الذي يشمل الأصفر، والبرتقالي، والأحمر، والبنفسجي».
وتحدثت في ما يلي عن أبرز خصائص الفاكهة ذات النواة الحجرية بشكل عام:
المساعدة على خفض الضغط
صحيحٌ أنّ هذه الفاكهة لا تحتوي على كمية بوتاسيوم توازي تلك المتوافرة في الموز، ولكن بما أنّ العديد من الأشخاص يعجزون عن بلوغ 4700 ملغ من هذا المعدن الموصى به يومياً، فإنّ الحصول على القليل منه من مختلف مصادره قد يُحدث فارقاً كبيراً، خصوصاً عند محاولة خفض معدل الضغط العالي. يؤدي هذا المعدن دوراً أساساً في توفير مستويات ضغط صحّية من خلال استرخاء الأوعية الدموية ومساعدة الجسم على التخلّص من الصوديوم الإضافي. غالبية الفاكهة ذات النواة الحجرية تؤمّن 6 إلى 9 في المئة من الاحتياجات اليومية للبوتاسيوم.
التحكّم في الوزن
إذا كانت الشهيّة على السكريات تقف عائقاً أمام التحرّر من الكيلوغرامات الإضافية، فالخبر الجيّد أنّ الفاكهة ذات النواة الحجرية هي حلوة المذاق طبيعياً، والأهمّ أنها قليلة السعرات الحرارية. على سبيل المثال، تؤمّن حبة واحدة من المشمش نحو 17 كالوري، وثمرة متوسطة الحجم من الخوخ أو الدرّاق 60 كالوري. من جهة أخرى، تُعدّ هذه الفاكهة مصدراً جيداً للألياف الضرورية لتوفير الشبع لوقت أطول وبالتالي دعم التحكم في الوزن. ناهيك عن أنها تضمن سلامة حركة الأمعاء، وتقي من الإمساك، وتخفض الكولسترول السيّئ وترفع نظيره الجيّد، وتقلّل خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتات الدماغية، والسكري من النوع الثاني.
دعم صحّة العينين
المشمش والمانغو مليئان بمادة بيتا – كاروتين المضادة للأكسدة، والتي يحوّلها الجسم إلى الفيتامين A الأساسي للنظر. فقد ثبُت أنه يمتصّ الضوء الأزرق المضرّ الذي يدخل العينين من خلال شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية. يمكن تزويد الجسم بنحو نصف الاحتياجات اليومية للفيتامين A بمجرّد تناول نصف كوب من المشمش الطازج.
ردع الأمراض
الكرز والخوخ غنيّان بمواد «Anthocyanins» التي تنتمي إلى عائلة فلافونويد المحاربة للأمراض والموجودة في الفاكهة والخضار ذات اللون البنفسجي والأحمر الداكن. توصلت الأبحاث العلمية إلى أنّ الـ«Anthocyanins» قد توفر حماية ضدّ السرطان، وأمراض القلب، والسكري، والتدهور المعرفي.
تحسين البشرة
يتميّز الدرّاق باحتوائه على نسبة عالية من الفيتامين C الذي يساعد على الوقاية من تلف الخلايا، ويساهم في إنتاج الكولاجين الذي لا غنى عنه لبشرة شابة ونضرة. التلذّذ بثمرة كبيرة الحجم من الدرّاق يؤمّن نحو 15 في المئة من الاحتياجات اليومية للفيتامين C.
لتناولها طازجة
إنطلاقاً من هذه المعطيات، اعتبرت الغزال «الفاكهة ذات النواة الحجرية من بين أفضل السناكات الصحّية التي يمكن الاستمتاع بها هذا الصيف، فهي بديل ممتاز للسناكات الأخرى المضرّة بالصحّة والرشاقة، شرط الانتباه إلى الكمية المستهلكة. فصحيحٌ أنّها منخفضة الوحدات الحرارية، ولكن عند المبالغة في الكمية فإنها ستُساهم حتماً في زيادة الوزن».
ونصحت بـ«تناولها طازجة ونيّئة بدلاً من أن تكون مشويّة أو مُضافة إلى الحلويات والصلصات لإفادة قصوى من قيمتها الغذائية، بما أنّ طبخها سيُفقدها مستويات معيّنة من الفيتامينات. أمّا عند الرغبة في احتساء عصير لتبريد الجسم خلال الحارّ، فالأفضل اختيار العصير الطازج المصنوع من هذه الفاكهة تحديداً، والحرص على شربه باعتدال لأنه أغنى بالوحدات الحرارية مقارنةً بالفاكهة الكاملة».