“حقّن يرجعو”، لجنة حملت قضية عودة المبعدين الى الاراضي المقدسة في عام 2000 ولم تتوقف عن المطالبة بحق هؤلاء بالعودة مقدمة اقتراحات قانون لحل قضيتهم، هم الذين اجبروا على مغادرة الجنوب بعدما تقاعست الدولة بوجه التمدد الفلسطيني مع اندلاع الحرب دافعوا عنه بوجه “الفدائيين” في ظل غياب المؤسسات العسكرية.
يشرح المحامي والدكتور في القانون الدولي والدستوري أنطوان سعد في حديث لموقع IMLebanon عشية انعقاد مؤتمر في ذكرى المبعدين الصعوبات التي تعيق عودة المبعدين، فقال: “جيل جديد ولد وترعرع في اسرائيل فنال الجنسية الاسرائيلية وشهادات مدرسية وجامعية اسرائيلية وبات من الصعب تعديل وتشريع الشهادات في لبنان”، مشيرا الى ان البعض نال الجنسية الفلسطينية وعدد لا يحمل أي جنسية والبعض ما زال يحمل الجنسية اللبنانية.
وشدد على ان المبعدين الى اسرائيل “اقتلعوا وحرموا من ارضهم تحت التهديد من جهة سياسية وحزبية معينة وعلى الدولة ضمان امنهم ان عادوا الى لبنان”، وأشار الى ان “الاقتراحات القانونية المقدمة تنال اعتراضا من حزب الله ويبدو ألا احد يريد ان يزعل الحزب.”
ورأى انه في حال نجحوا بنيل حقهم بالعودة فعلى الجيش استقبالهم على بوابة فاطمة والتحقيق معهم قبل عودتهم الى حياة المواطنة في لبنان، بالاضافة الى اعطائهم ضمانات بعدم التعرض لهم.
من جهته، أكد عضو في لجنة المتابعة بيار حصروني ان هناك تجاوباً كبيراً من قبل الناس التي لم تكن ملمة بالموضوع واطلعت على التفاصيل من قبل اللجنة، منوها الى ان البعض يحاول المساعدة، ولافتا الى “الا حجة لدى اللبنانيين ليكونوا ضد عودة المبعدين فالمشكلة تكمن فقط عند جمهور حزب الله”.
وأطلق حصروني صرخة المبعدين، قائلا: “نحن ميليشيا شاركت بالحرب اللبنانية ونحن نتيجة هذه الحرب فنحن اضطرينا على حماية ارضنا عند انسحاب الجيش”.
وأضاف: “لا نريد ان نكون موجودين ضمن أي عفو عام عن الاسلاميين أو تجار المخدرات، فنحن نتشبه بالاحزاب التي شاركت بالحرب اللبنانية لا بهم”.
واشار حصروني الى ان عائلات تفرقت نتيجة هذا الابعاد ومن يتواصل مع عائلته في اسرائيل يطلب الى الشرطة العسكرية بتهمة التواصل، علما ان هؤلاء يلتقون أهلهم في قبرص بعلم مخابرات الجيش قبل وبعد الزيارة.
وعن نيل عدد من المبعدين الجنسية الاسرائيلية، يقول: “ما فيك تكون مش من مطرح. نالوا الجنسية الاسرائيلية لكي لا يكونوا من دون هوية للتمكن من العيش خارج لبنان”.
ولفت الى ان “نحو 3000 لبناني يعيش في اسرائيل والاخرين موزعون على دول أخرى وعددهم يفوق الـ5000 وهؤلاء عودتهم أسهل.”
خلّفت الحرب اللبنانية ضحايا وراءها، فمنهم من استشهد ومنهم من خسر أهل ومنهم من خسر وطناً، هذا هو حال المبعدين الى اسرائيل. هم عسكريون متقاعدون وآباء تجمعوا للدفاع عن جنوبهم بوجه الفلسطينيين بمساعدة من شياطين الارض لضمان امن عائلاتهم، مع العلم أن من بينهم جنوداً وضباطاً من الجيش اللبناني استمروا يتقاضون مرتباتهم من الخزينة اللبنانية حتى ما بعد انتهاء الحرب. هم ليسوا الوحيدين الذين تحالفوا مع اسرائيل خلال الحرب ولكنهم بقيوا الوحيدين المبعدين والمحرومين والمهددين في وطنهم، فهل يجدون يوما طريق العودة الى أرضهم؟