يبدو أن الوزيرة ريا الحسن، لم تُدرك بعد أن الخلط بين ممارسة المهمات في وزارة مثل «الداخلية» والموقف السياسي غير مبرر. فلا يُمكن أيَّ شخص أن يتسلّم هذه الحقيبة ويعتبر أنّ بعض المناطق في لبنان «حقل ألغام»، يعرّض من يدخله لخطر سياسي.
ففيما زار سلفها الوزير نهاد المشنوق الضاحية الجنوبية ثلاث مرات لمتابعة تطبيق الخطة الأمنية، معلناً أن «لا مناطق مقفلة على الدولة»، تهرّبت الحسن أكثر من مرة من زيارة المنطقة عندما أثير موضوع الحواجز على الطرقات. فبمبادرة من حزب الله، أُزيلَت بعض الحواجز في الضاحية، وتُركت الغالبية منها بسبب مخاطر أمنية شُخِّصَت بناءً على معلومات متقاطعة بين جهاز أمن المقاومة والأجهزة الرسمية.
وبحسب المعلومات، زار مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، وفيق صفا، وزيرة الداخلية، واقترح عليها القيام بجولة في منطقة الضاحية للإشراف على خطة أمنية فيها، لكن الحسن حدّدت أكثر من موعد ثم تراجعت عنه، الأمر الذي فسرته مصادر سياسية بأنه «تهرب من ظهورها في صورة واحدة إلى جانب صفا، كي لا تكرر الحملة التي تعرّض لها سلفها الوزير المشنوق، حين سمح لصفا بحضور أحد الاجتماعات داخل الوزارة، وأعلن ذلك من دون حرج». المصادر التي استبعدت أن «يكون الرئيس سعد الحريري هو من منع الحسن من القيام بهذه الجولة»، قالت إن «الضاحية مفتوحة أمام الجميع، من يُرِد أن يأتي فليأتِ، ومن لا يُرِد، ع مهلو».