كتب رامح حمية في صحيفة “الاخبار:”
منذ ثلاث سنوات مرّت على الانتخابات البلدية والاختيارية، لم تشهد بلديات بعلبك – الهرمل زخماً كالذي تشهده منذ أيام. قطعاً، ليس هذا الزخم للبحث في عجزها عن الانتاجية في نصف الولاية الأول، ولا لمتابعة تنفيذ مشاريع أو التخطيط لأخرى، وإنما لتنفيذ «اتفاقات» سبقت الانتخابات البلدية في 16 أيار 2016 بتبادل مواقع رؤساء البلديات ونوابهم. وهو عرفٌ سلك طريقه بين نصوص قانون الانتخابات البلدية، وفرضته الاعتبارات العائلية والحزبية والطائفية، ودرجت عليه غالبية بلديات المنطقة. علماً أن هناك مادة في القانون تنص على امكانية طرح الثقة بالرئيس او نائبه «في حال فشلهما في ادارة البلدية، بعد ثلاث سنوات على انتخابهما، بموجب عريضة يوقع عليها ربع اعضاء المجلس البلدي». أما بموجب «العرف»، فيمكن أن تتقاسم 5 عائلات موقع رئيس البلدية ونائبه، كما حصل في بلدة بريتال التي تم الاتفاق على تبديل رئيس بلديتها كل سنتين ونائبه كل ثلاث سنوات. وفي هذا السياق، انتخب منذ ايام نائب لرئيس البلدية لنصف الولايةالثاني، وينتظر العام المقبل انتخاب الرئيس الثالث للبلدية للثلث الثالث من الولاية!
نحو 35 بلدية انجزت الانتخابات في مبنى محافظة بعلبك – الهرمل لمنصب رئيس ونائب رئيس أو أحدهما، منها شمسطار وطاريا والخضر والتوفيقية – البزالية وحزين والرام – الجوبانية ومجدلون ووادي فعرة وحوش النبي وايعات ويونين والنبي شيت ومقراق، على أن تستكمل انتخابات في مجالس بلدية زبّود وجبّولة ونحلة والقصر والشواغير وغيرها.
التبديلات ستطال أيضاً رؤساء اتحادات البلديات وفق اتفاقات سابقة، من بينها اتحاد بلديات شمال بعلبك حيث سيحل زهير الحاج حسن محل الرئيس الحالي خليل البزال. فيما تم التراجع عن تبديلات كان متفقاً عليها من بينها انتخاب زاهي الزين رئيسا لاتحاد بلديات غربي بعلبك بدلا من الرئيس الحالي ابراهيم نصار الذي تم التمديد له. كما جرى التمديد لرئيس اتحاد بلديات الهرمل نصري الهق بعد التراجع عن اتفاق على حلول نائب رئيس بلدية الهرمل عصام بليبل مكانه.
وفي مقابل «تراجع سلس» عن الاتفاقات في بعض البلديات والاتحادات، تشهد بلديات أخرى توتراً بات يؤثر على عملها ويهدّد بحلها، ومنها بلدية اليمونة التي تعيش أجواء توتر بسبب انتخاب نائب للرئيس بعد مرور ثلاث سنوات على ولاية المجلس البلدي. رئيس البلدية طلال شريف أكد لـ«الأخبار» أن «الأمور تسير إيجابياً وجلسة الانتخاب حددت الاربعاء المقبل»، فيما حذّرت مصادر في المجلس البلدي من أن تؤدي النتيجة الى استقالات وحل البلدية في حال بقيت المنافسة بين حسين نجيب شريف (نائب الرئيس الحالي) ومحمد شريف (المرشح لمنصب نائب الرئيس) اللذين يملك كل منهما ستة اصوات (البلدية مؤلفة من 12 عضوا)، وتم اللجوء الى فارق السن.
الترقب ينسحب أيضاً على بلدية رأس بعلبك نتيجة ترشح نائب الرئيس وليام نصر لمنصب رئيس البلدية. نصر أكّد لـ«الأخبار» أن ترشحه «قانوني، وجاء بعد طرح سبعة اعضاء الثقة بالرئيس العميد دريد رحال». ويرجح أن تحدد جلسة الانتخاب بعد ايام.
في مقابل ذلك، ثمة بلدات حُلت مجالسها البلدية، وتراهن على تصريحات وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن في آذار الفائت بأنه هناك متسعاً من الوقت (3 سنوات) للانتخابات البلدية المقبلة، ومن الضروري إجراء انتخابات للبلديات التي حلت أو حصلت فيها استقالات. من هذه البلديات الكنيسة وحوش الرافقة والفاكهة – الجديدة.
محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر اكد استكمال عملية انتخاب البلديات لرؤسائها ونوابهم لملء المواقع التي شغرت بفعل استقالات او اتفاقات، موضحاً أنه لم يبلغ رسميا باي قرار او تعميم بشأن الانتخابات للبلديات المنحلة. لكنه أكد وجود «نيّة لدى الوزيرة بإنجاز هذا الامر، وهو رهن الايام المقبلة بعد الانتهاء من اقرار الموازنة».