Site icon IMLebanon

الراعي: من دون المسيح لا نستطيع التغلب على عواصف الحياة

ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي قداسا احتفاليا على مذبح مزار قلب يسوع الابرشي في وقفية سيدة العناية – بتولية البطريرك الماروني – في بلدة ادونيس قضاء جبيل، عاونه فيه المطارنة ميشال عون حنا رحمة وسمعان عطالله، كاهن الرعية الخوري طانيوس ليان وخادم الوقفية الاب طوني خضرا وخدمته جوقة الوقفية بقيادة غريتا زخور.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة قال فيها: “حدث الانجيل الذي سمعناه يرافق حياتنا كل يوم، السفينة هي الكنيسة والعائلة والوطن ومؤسساتنا، ووقفية سيدة العناية هذه وكل واحد وواحدة منا، المسيح فينا وبيننا واذا شعرنا بأنه نائم او غائب فلكي ننضج في ايماننا وفي الصبر ولكي نشعر بأننا بحاجة دائمة اليه وبدونه لا نستطيع التغلب على عواصف الحياة ومصاعبها ولذلك نحتاج دائما للعودة اليه بالصلاة والتوبة والتماس تدخله وهو بكلمة يهدء كل شيء تماما كما فعل، زجر الرياح والعواصف فكان هدوء عظيم”.

وتابع: “الرب يسوع حاضر بإستمرار عبر سر القربان المعروض ليلا ونهارا لكي نأتي اليه في أي ساعة ووقت واي ظرف، وعندما كنت في خدمتي الرعوية لأبرشية جبيل العزيزة وآت الى هذا المكان في مناسبات مختلفة كنت ارى عائلات وشباب وفتيان امام الرب ساجدين مصلين “”.

وتابع: “السفينة اليوم التي يتحدث عنها الانجيل هي مؤسساتنا ونحن، ولكن في تلك السفينة كانت هي تحمل بشرية يسوع أما قدرته الالهية فكانت تحمل السفينة وكل ما فيها، لأقول ان الرب متضامن مع كل انسان وجماعة ومؤسسة، متضامن في آلامنا وتطلعاتنا وهمومنا وكأله هو الذي يعضضنا ويبدد كل مخاوفنا، الرياح والامواج العاتية التي كانت تتقاذف تلك السفينة تخضع للمسيح، المسيح الاله مكون الخلق وسيده، ايقظوه اي ايقظوا الكلمة الذي كان يبحر معهم، وللحال بكلمة واحدة سجر الرياح والامواج فكان سكون عظيم. هؤلاء راحوا يبشرون بهذه الكلمة، منذ ألفي سنة والكنيسة تحمل بشرى هذه الكلمة لكل انسان من اي دين وثقافة وعرق ولون، فالغاية من نوم يسوع في تلك السفينة كانت لكي يجعل ايمان التلاميذ اكثر نضجا. واليوم السفينة هي كل واحد وواحدة منا. كلنا نختبر صعوبات في حياتنا اليومية من مرض وفشل ورفض وجوع وحرب واضطهاد وكل ما يؤلم، تجارب داخلية وخارجية، ابواق واميال منحرفة، بها نجعل المسيح نائما فينا، وعندما ننساه فلا بد من العودة اليه والتماس نجدته، وعندما تتقاذفنا هذه العواصف في حياتنا ونشعر بأن المسيح نائم اي غائب، انه في الحقيقة يراقب صبرنا وايماننا واحتمالنا، فعندما ايقظوه في تلك السفينة وصرخوا يا معلم نهلك اجابهم يا قليلي الايمان لماذا شككتم فأنا معكم”.

وقال: “وهذا ليس من الماضي بل من الحاضر، يقوله لكل واحد منا لماذا شككت أنا هنا معكم، فلنعد اليه باستمرار بالصبر والتوبة وبقراءة الانجيل. السفينة هي العائلة والوطن والكنيسة، كلها تمر بصعوبات تتقاذفها الرياح وهذه الاية الانجيلية مدعوة لتنطبق في حياتنا، وهذه السفينة بالنسبة الينا بنوع خاص هنا، هي وقفية سيدة العناية في هذه البلدة ادونيس، وهي مؤمنة بيسوع ولذلك تعضد القربان وتقول هو هنا ومن يصل الى هذا المكان يجب الا يخاف او يقلق، وان يضع خارج السور كل الهموم لأن الرب هنا وهذا هو معنى عرض القربان بشكل دائم في هذا المكان. ولا احد منا يعرف اية عواصف ورياح وامواج عاتية سكنها في قلوب الذين أموا هذا المكان. والوقفية نفسها اختبرت العواصف المتنوعة والمشاكل والصعوبات فصمدت في الايمان والصلاة وسماع كلام الله ايمانا بحضور الرب معها يسكن رياحها وهكذا اختبرت تهدئة العواصف والرياح، وهذا جرى ليس في الوقفية بحد ذاتها بل في كل من فيها ومن أمها ويؤمها من الشمال والجنوب ولكن من دون شك عادوا الى بيوتهم وعائلاتهم واماكن عملهم وفيهم المزيد من الايمان والرجاء والمحبة”.

وبعد القداس، انتقل الحاضرون الى مائدة المحبة حيث ألقى عضو الوقفية والناطق الرسمي باسمها المحامي انطوان زخيا كلمة رحب فيها بالبطريرك الراعي والمشاركين في الاحتفال وقال: “الله محبة”، والمحبة اساس البنيان، وهل من تجسيد للصورة الحية للمحبة النقية اكبر من حضور صاحب الغبطة والنيافة مار بشارة بطرس الراعي المتربع السابع والسبعين على السدة البطريركية، فيكون ترتيبه بين اسلافه محددا بسبعتين 77، سبعة واحدة هي علامة النصر، فكيف بسبعتين؟”

ورد البطريرك الراعي بكلمة جدد فيها شكره “لكل من ساهم ويساهم في انشاء هذه الوقفية وتطويرها ومتابعة الشبيبة من ابنائها في عملهم الرسولي ليكونوا رجالات الغد مؤمنين بيسوع المسيح وبوطنهم”.

وتوجه الى النائب الحسيني والشيخ شمص شاكرا اياهما على مشاركتهما في القداس وبقائهما الى نهاية الاحتفال رغم تزامنه مع وقت الافطار والصلاة، معتبرا ان ذلك يؤكد على محافظتهما على “وديعة العيش معا”.

وتمنى “الخير والبركة للجميع وان “تعتني سيدة العناية بكل واحد وبعائلات الحاضرين وبالوطن”.

وختم: “لا خوف على لبنان ما دامت سيدة العناية موجودة وترعانا جميعا”.