حضرة رئيس “التيار الوطني الحر”
معالي وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل
تحية وبعد،
أنا على ثقة بأن الأكثرية الساحقة من اللبنانيين تعرف بأنه من شبه المستحيل أن أتفق معك سياسياً على أكثرية الملفات والمواضيع، رغم أنني أعترف أن ذلك لم يمنع أن أكون أيّدتك يوماً في معركتك في موضوع المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان، أو مؤخراً حين أعلنتُ موافقتي على أكثرية النقاط التي طرحتَها في ملف الموازنة (مثل إلغاء المجلس الأعلى اللبناني السوري ومجلس الجنوب ووزارتي الإعلام والمهجرين، والمطالبة بضبط المعابر غير الشرعية ووقف التهرّب الجمركي وغيرها من النقاط…).
إذا في السياسة لا كيمياء بيننا. إنما أنا أوجّه إليك اليوم هذه الرسالة لا بصفة سياسية ولا حتى بصفة صحافية، بل بصفتي مواطن من إحدى بلدات قضاء جزين، وأنت تقوم بزيارة إلى منطقتنا.
أتوجّه إليك بهذه الرسالة، وأنا كابن منطقة جزين استفزّني إلى حدود الغثيان الكلام الذي قاله رئيس اتحاد بلديات جزين، رئيس بلدية جزين، خليل حرفوش، المنتمي إلى “التيار الوطني الحر” والذي تدعمونه ليبقى في منصبه رغم الكثير من علامات الاستفهام حوله!
هل وصلك يا معالي الوزير فيديو مقابلة السيد حرفوش عبر إذاعة الشرق بالأمس؟ هل سمعت الإهانات التي وجّهها لأبناء منطقة جزين؟ هل تقبل بأن يقول مثلاً إن في جزين لم يعد من قيم أخلاقية وأن كثيراً من الناس لا يفهمون؟! أو أن يقول إن منطقة جزين بقيت لـ30 سنة بعيدة عن الحضارة؟ هل يفهم أن أي احتلال مهما كان غاشماً لا يمكنه أن يلغي حضارة أي منطقة؟ وهل يعلم أن عنفوان أهل جزين كان أكبر من الاحتلال؟ لربما من المفيد أن يعود إلى التاريخ ليقرأ عن الراحل الكبير ابن جزين ونائبها جان عزيز ليتعلّم عن العنفوان والحضارة وكيف واجه الاحتلال، أو ربما من المفيد أن يزور قصر آل سرحال ليطّلع على الحضارة المعمارية التي عملوا على نقلها إلى جزين حتى خلال الاحتلال… والأمثلة لا تنتهي!
من نصّب خليل حرفوش ليلقّننا القيم الأخلاقية والحضارة والفهم؟ وماذا يعرف السيد حرفوش عن أهل جزين وقضائها وأبنائها ورجالها وشبابها وسيداتها؟ هل اطّلع يوما أو قرأ عن تاريخ منطقتنا؟ وهل يعرف شيئاً عن أبنائها المجلّين في كل الميادين؟
معالي الوزير،
لن أتطرّق إلى كل الملفات والاتهامات والدعاوى القضائية والمالية العالقة بحق خليل حرفوش، لأن للقضاء المالي والإداري وحتى العدلي أن يبتّ لها، رغم أن روائح كثيرة تنبعث من ملفات مالية.
لكن القصة باتت تتعلق بموضوع أخلاقي بالدرجة الأولى، فنحن كأبناء منطقة جزين، على اختلاف انتماءاتنا السياسية، لا نحتاج إلى “أولياء أمر”، ولا إلى من “يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر”، ولا إلى من ينظّر علينا بالقيم الأخلاقية، ولا أن يعدنا بمشاريع فكرية وفنية ليعيدنا إلى أصلنا، والأسوأ أن إهاناته هذه تتوجّه إلى كل أبناء جزين على مختلف انتماءاتهم لأنه يعتبر أنهم “لا يفهمون المشاريع الفكرية والفنية”. والأسوأ أن خليل حرفوش يتهم كبار جزين الذي يقول عنها إن “الجيل القديم من الصعب أن نجعله يستعيد القيم”!
معالي الوزير باسيل،
في “التيار الوطني الحر” في منطقة جزين شخصيات عديدة مشهود لها، فلم التمسّك بمن يهين أبناء منطقته وتغطيته؟ من أوكله بمهمة “إعادة بناء الانسان الجزيني”؟! وهل بناء الانسان الجزيني تكون بـ”التلزميات بالتراضي” وبمنطق “المحاسيب” بالمذكّر والمؤنث، وبمنطق إهانة هذا الانسان الجزيني الذي يشهد له القاصي والداني في كل لبنان وادعاء محاولة “تربيته” أو “تثقيفه” من جديد؟!
اسمح لنا يا معالي الوزير أن نقول، وبعيداً عن السياسة، إن استمرار تغطية السيد خليل حرفوش باتت تعني المشاركة في إهانة أهل جزين وقضائها، والمطلوب اليوم قبل الغد رفع الغطاء السياسي عنه تمهيداً لإقالته أقلّه من رئاسة اتحاد البلديات ككل، ولم لا أيضا دفعه للاستقالة من بلدية جزين، عروس الشلال، التي يستحق أبناؤها طبعاً أفضل من هذا النموذج لإدارة شؤونهم… وشكراً!
ابن بلدة جرنايا- قضاء جزين
طوني أبي نجم
بالفيديو: ماذا قال رئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش؟