كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:
على رغم وجود برامج التوعية حول خطر ترك الطفل وحيداً في السيارة المغلقة المتوقفة تحت أشعة الشمس الصيفية الحارقة، إلّا أنه للأسف ما زلنا نسمع في لبنان عن حالات قضى فيها أطفال بسبب هذا النوع من الحوادث.
تنتشر في بداية فصل الصيف البرامج التوعوية المختلفة التي تركز على خطر التعرض المباشر لأشعة الشمس على الشواطئ، يأتي معظمها كبرامج دعائية تجارية لمستحضرات تحمي البشرة من أشعة الشمس. لكن للأسف، تقل برامج التوعية غير الدعائية التي من شأنها تذكير وتوعية الأهل على خطر ترك الأطفال بمفردهم في السيارة بشكل عام، وخصوصاً في السيارة المغلقة المتوقفة تحت أشعة الشمس الصيفية. لذلك، من المهم التذكير والتحذير مراراً وتكراراً من هذا الخطر المميت، على أمل أن تصل الرسالة إلى الجميع، حتى لا نسمع هذا الصيف عن حوادث من هذا النوع.
خطر جدّي
يركز معظم الأهل على متطلبات السلامة المعتادة لحماية أطفالهم داخل السيارة، مثل إستخدام مقعد الأطفال ووضع أحزمة الأمان. إلّا أنّ كثيرين ما زالوا يتجاهلون خطر ترك الطفل وحده في السيارة. فقد بيّنت الإحصائيات أنّ هناك حالات وفاة عدة أُعلن عنها حول العالم وفي لبنان، لأطفال ماتوا داخل السيارة بعد تركهم بداخلها لفترات قصيرة وهي مغلقة تحت أشعة الشمس الحارقة. في السياق عينه، بيّنت الدراسات أيضاً، أنّ وقوف السيارة في الظلّ لا يختلف كثيراً، لأنّ درجة حرارة السيارة من الداخل من الممكن أن ترتفع أيضاً وتصل إلى مستوى الخطر.
مضاعفاتٌ مميتة
وجود أيّ شخص داخل سيارة ساخنة دون القدرة على الخروج أو فتح النوافذ أو الأبواب أو الحصول على مساعدة قد يكون خطراً مميتاً، فكيف بالحري إذا كان طفلاً غير قادر على التصرّف لإنقاذ نفسه. فدرجة حرارة مقصورة السيارة المتوقفة تحت أشعة الشمس قد ترتفع خلال أيام الصيف بمعدّل سريع لتصل إلى 60 درجة مئوية في دقائق قليلة. وهذه الدرجة العالية من الحرارة قد ينتج عنها خطر كبير يؤدي إلى إصابة الأطفال بصدمة حرارية، قد تتطوّر إلى الوفاة. بمعنى آخر، السيارة المغلقة في الشمس بالصيف قد تتحول بسرعة كبيرة إلى فرن قاتل. فعند ترك طفل داخل سيارة ساخنة سرعان ما ترتفع درجة حرارته، ما قد يؤدي إلى مضاعفات أخرى عدة، منها الجفاف والتقلّصات والصدمة، وحتى في بعض الحالات إلى الوفاة. ومن الأسباب التي تؤدي إلى هذا النوع من الحوادث، ترك الطفل مربوطاً داخل مقعده عند النزول من السيارة، أو دخوله الى السيارة خلسة للعب بداخلها أو الإختباء فيها وعدم قدرته على الخروج منها.
إرشادات السلامة
تجنّب هذا النوع من الحوادث بسيط وسهل جداً، ويتلخّص ببساطة بعدم ترك الأطفال بمفردهم داخل السيارة المغلقة حتى ولو لفترة قصيرة في أيّ ظرف وتحت أيّ ذريعة كانت، وخصزصاً في الأيام الحارة. كذلك، من المهم عند ركن السيارة قرب المنزل، التأكد من إحكام غلقها وعدم وجود أحد بداخلها، حتى لا يتمكن الأطفال بالخارج من الدخول إليها أثناء اللعب دون معرفة أهلهم. وفي حال مشاهدة طفل متروك وحيداً داخل سيارة مغلقة تحت أشعة الشمس الحارقة، يجب الإتصال بالسلطات المعنية، والتأكد من خروج الطفل بأسرع وقت ممكن. كذلك، يجب عدم إهمال تحذير الأطفال من مخاطر اللعب داخل السيارة بمفردهم بدون مراقبة من شخص كبير، لأنّ توعية الطفل على رغم عمره الصغير، يمكن أن تؤثّر في تصرّفاته وتنقذ حياته عندما تدعو الحاجة.