ما كان ينقص العلاقة المقطوعة بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” الا قضية الاربعين ملياراً لوزارة المهجّرين التي زادت طين القضايا الخلافية بلّة وفتحت الابواب امام نبش الماضي البغيض.
فالعلاقة التي اهتّزت اعمدتها منذ الغاء “المفاعيل السياسية” لاتّفاق معراب خلال مفاوضات تشكيل الحكومة مع التمسّك في المقابل بمبدأ المصالحة، تقلّبت على جمر ملفات عدة كان ابرزها الكهرباء التي شكّلت مادة دسمة للسجال بينهما حتى وصلت الى درجة حرارة مرتفعة مع قضية الـ40 ملياراً التي خصصت لوزارة المهجّرين لإقفال ملفات العودة الى الجبل.
واشار امين سر تكتل “الجمهورية القوية” النائب السابق فادي كرم لـ”المركزية” الى “ان مبلغ الـ40 مليار ليرة صُرف في اللحظة الاخيرة قبل رفع جلسة اقرار الموازنة”، لافتاً الى “اننا نُعاني من توظيفاتهم العشوائية المبنية على الزبائنية، وهم يكررون خطأ بواخر الكهرباء نفسه، اذ حصلوا على المبلغ من دون خطة عملية، والنتيجة مع البواخر كانت هدر الملايين من دون تأمين الكهرباء 24/24”.
واذ شدد على “اهمية وضع الخطط قبل طلب صرف الاموال تماماً كما حصل مع خطة الكهرباء التي اُقرّت بعد مناقشة بنودها داخل مجلس الوزراء، ورئيس الحزب سمير جعجع هنّأ وزيرة الطاقة ندى البستاني عليها”، اسف “لانهم لا يحتملون المساءلة، خصوصاً بشأن المال العام ويعتبرون ان طالما ان السلطة بيدهم يمكنهم فعل ما يريدون. هدفنا ليس العرقلة لمجرّد العرقلة كما يتّهموننا، وانما يجب قبل صرف الاموال وضع خطة عملية على طاولة مجلس الوزراء وهو ما لم يحصل مع وزير المهجّرين الذي طالب بالمبلغ من دون خطة”.
ولفت الى “ان المشكلة الاساسية ان عقلية “المحاصصة” تتحكم بنسبة عالية جداً بإدارة الشأن العام”، مؤكداً رداً على سؤال “ان تكتل “الجمهورية القوية” بما يحمله من معان واضحة لمفهوم الدولة والمؤسسات يجعلنا حريصين ربما اكثر من غيرنا على احترام القوانين وتكريس دولة المؤسسات”.
واعتبر كرم رداً على سؤال “انهم مثلما “اجبروا” على اقرار موازنة نزولاً عند شروط مؤتمر “سيدر” بعدما كانوا يُفضّلون الاستمرار في الصرف العشوائي دون حسيب او رقيب، سيُجبرون على احترام عمل المؤسسات ومبدأ الشفافية، لان لا خلاص للبلد الا باحترام المؤسسات الدستورية وتطبيق القوانين”، واوضح “ان ليس المهم عقد لقاءات واجتماعات لترطيب الاجواء بين القوى السياسية، انما الاهم الالتزام بمنطق الدولة والمؤسسات”.
واسف كرم “لانهم ينبشون القبور للتغطية على فشلهم الذي كلّف الموازنة المليارات، بدءاً بملف الكهرباء مروراً بالاموال التي صرفوها في الوزارات التي تولّوها من دون ان نعلم وجهتها من محطات تكرير الى سدود وصولاً الى وزارة المهجّرين ومبلغ الـ40 مليار ليرة”، مطمئناً الى “ان الشعب اللبناني بات يعلم كل شيء، وهو يشهد على اداء وزراء “القوات اللبنانية” في الحكومة السابقة والحالية”.
وختم كرم بالتأكيد “اننا نقارب الملفات التي تُطرح على طاولة الحكومة من منطلق علمي وقانوني ونُسائل من يخطئ ونُهنّئ من ينجح في إعداد خطط جدّية وشفّافة، ونتحدّث مع من يتحدّث معنا ومن يهاجمنا سنردّ عليه”.