IMLebanon

انتخابات البرلمان الأوروبي تخلط الأوراق: ما مصير “سيدر”؟

أقفلت صناديق الاقتراع في فرنسا ضمن الانتخابات الاوروبية على تقدم حزب “التجمّع الوطني” اليميني المتطرف، الذي تقوده مارين لوبان، بعد حصوله على نسبة 24% من إجمالي الأصوات، متفوّقا على حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “الجمهورية إلى الأمام” الذي حصل على نسبة تتراوح ما بين 22 و23%.

وخلطت النتائج الأوراق على مستوى بعض الدول الاوروبية مع “انهيار” احزاب الوسط امام صعود اليمينيين الشعبويين، لكن في مقابل فوز “حماية البيئة” الذي شكّل عنوان المعركة الانتخابية.

وبات الاتّجاه داخل البرلمان الاوروبي غير واضح مع تراجع احزاب الوسط، وهي التي تؤمن بمستقبل اوروبا ووحدتها وتريد تقويتها.

وبناءً على نتائج الانتخابات، يعتزم الرئيس الفرنسي تشكيل حكومة جديدة، تشير اوساط دبلوماسية غربية عبر “المركزية”، الى انها ستكون برئاسة الرئيس الحالي ادوار فيليب. وسبق لماكرون أن أعلن في أكثر من مناسبة عزمه على تغيير الحكومة الفرنسية لتشكيل اخرى جديدة تواكب التطورات وتتولى متابعة تنفيذ الاقتراحات التي عرضها لمعالجة أزمة “السترات الصفر”، وإيلاء مطالب المواطنين الاهتمام اللازم والعمل على تحقيق تقديمات للفرنسيين قد يكون ماكرون بحاجة اليها لتعزيز شعبيته التي وصلت الى مستوى متدنٍ، وفق اوساط مراقبة.

كما ان الحكومة الفرنسية المُرتقبة ستكون محط انظار اوروبية مع فشل البرلمان البريطاني في الاتّفاق على آلية للخروج من الاتحاد الاوروبي، ودوليا مع احتدام المواجهة بين الولايات المتحدة الاميركية والجمهورية الاسلامية الإيرانية وموقف فرنسا من الاتّفاق النووي وسياسة فرض العقوبات، فضلا عن مشروع السلام الشامل المعروف بـ”صفقة القرن” الذي تعمل الادارة الاميركية على تسويقه عربيا ودوليا.

اما المُنتظر لبنانيا من نتائج الانتخابات الاوروبية، ألّا تؤثّر على مساعدات مؤتمر “سيدر” الذي تم بدعوة فرنسية ومشاركة عدد كبير من الدول الاوروبية، خصوصا ان باريس ستكون مُنشغلة بترتيب اوضاعها الداخلية في ضوء ما أفرزته صناديق الاقتراع والتغيير في موازين القوى.

وفي السياق، اكدت اوساط فرنسية، لـ”المركزية”، أن “لا تأثير لما سيجري في فرنسا من تغييرات على مستوى الحكومة على مساعدات مؤتمر “سيدر””، مذكّرةً بأن “الرئيس ماكرون أعلن التزام بلاده بما تقرر” وبأن “باريس مسؤولة عن التنفيذ والمواكبة والمراقبة بعد أن حثّت الحكومة اللبنانية على استعجال الخطوات الإصلاحية المطلوبة منها”.

وشددت الاوساط على ان “زيارة ماكرون المُنتظرة الى لبنان والمتوقعة في النصف الثاني من العام الجاري ستكون ابلغ دليل الى تمسّك فرنسا باستمرار دعمها للبنان ولمقررات “سيدر””.