IMLebanon

باكو: مدينة “اللهب”.. لمَن ينشد الهدوء

كتبت سابين الحاج في “الجمهورية”:

تُطرح باكو عاصمة أذربيجان وإحدى أكبر المدن على ساحل بحر قزوين وجهةً سياحية جديدة للبنانيين هذا الصيف. فبعدما عمد محبّو السفر إلى زيارة العديد من بلدان المنطقة المحيطة التي تسوِّقها الشركاتُ السياحية كمكانٍ للاسترخاء ولقضاء عطلة قصيرة ممتعة، لا زالت باكو مجهولةً بالنسبة لكثيرين. وهي تبعد أقل من أربع ساعات عن بيروت في رحلة مباشرة في الطائرة.

عندما تصل إلى باكو، ضمن رحلة إعلامية نظّمتها شركة “نخّال”، تُدهشك بنظافتها وترتيبها وجمالها الهندسي. فليست مدينةً مكتظةً، بل تتميّز بمساحات شاسعة تمّ تحويلها إلى ساحات ومنتزهات وحدائق عامة، يقصدها السكّان والسيّاح للمشي والتأمل والتقاط صور جميلة، في أجواء هادئة وساحرة تبعث الراحة النفسية.

وفي باكو يتداخل القديم بالحديث ليرسمَ هويّةً فريدة للمدينة، إذ تتألَّف من قسمين رئيسيّين هما وسط البلد الحديث، والمدينة القديمة المسوَّرة البالغة مساحتها 21.5 هكتاراً.

وبالنظر إلى الهندسة والتصاميم المعمارية المعاصرة، يدرك السائح أنّ هذه المدينة تتّجه لارتداءِ أحدَ أكثر الأوجه حداثة. ومن أبرز معالمها مركز حيدر علييف الثقافي بتوقيع المهندسة الشهيرة الراحلة زها حديد، ويضمّ مقرّاً للمؤتمرات ومتحفاً ومكتبة. وتنساب خطوطه الثورية لتتناغم مع الساحات الخضراء من حوله في مشهد ضخم.

كما تشكّل “أبراجُ اللهب” السكنية، رمزاً للمدينة الحديثة الفخمة وجزءاً من هويتها.

أما برج العذراء، فيذكّر بتاريخ باكو وينتصب على أطراف المدينة القديمة، منذ القرن الثاني عشر مشكّلاً جزءاً من سور باكو، الممتد إلى قصر الشروانشاهيين. هذا القصر وَصَفته اليونسكو بـ “إحدى لآلئ العمارة الأذربيجانية”، ويعود للقرن الخامس عشر. ويمرّ الطريق إلى البرج بسوق المدينة القديمة المدرَجة على لائحة التراث العالمي، حيث يمكن للسائح شراءُ التذكارات الوطنية من أوشحة، وأكواب شاي ملوّنة، وسجّاد يُعتبر فخرَ الصناعة الأذربيجانية.

“جبلُ النار”

كذلك تُوصف أذربيجان بـ “أرض النار” إذ فيها أقدم نار مشتعلة دون انقطاع عرفها الإنسان، أي منذ 2000 عام قبل الميلاد. ويُفترض أنّ ألسنة اللهب الأزليّة في “جبل النار” تشتعل بسبب تسرّب للغاز من باطن الأرض، خصوصاً أنّ البلاد تشتهر بمواردها الغنية من نفط وغاز طبيعي.

وأيضاً تُعرف باكو بهوائها الذي يلفح الزوار حتّى في موسم الحرّ مُكرِّساً طراوةً مناخية.

الكزبرة

وبالنسبة للطعام يضمّ الأكل الأذري أنواعاً مختلقة ليست غريبة عنا، إلّا أنّ نكهتها قد تختلف بسبب ميل السكّان إلى استخدام الأعشاب بنحو فاقع وخصوصاً الكزبرة، يليها الشومر والنعناع. وتتشابه جداً مطاعم المأكولات الأذربيجانية التقليدية من حيث قائمة الطعام المعروضة، مركّزةً على السَلطة الأذرية، والكزبرة بالعجين، وشوربة العدس، والكباب.

أما حصول اللبنانيين على فيزا سياحية لزيارة هذا البلد فسهل، ويتطلب بضعة أيام.