رأى النائب السابق نضال طعمة أن “لكل قرن صفقاته، ولكل أمة لعبها التي لا تنتهي، ولنا في لبنان موازنة، قدرنا أن ننتظر خروجها من مناقشات المجلس النيابي سليمة مشذبة معافاة. فهل سيستطيع نواب الأمة أن يخففوا قليلا عن كاهل الفقير والمحتاج في هذا البلد أم أن ما كتب قد كتب، والقوى السياسية هي هي؟”
وقال: “حبذا لو أن الإيجابية التي كرسها مجلس الوزراء بإنتاج موازنة، رغم كل الملاحظات حولها، في إطار ترجمة عودة عمل المؤسسات، يتابعها المجلس النيابي بمناقشات حية وحوارات محفزة، تساهم ولو بخطوة نحو الأفضل”.
واضاف: “كان ملفتا كلام قائد الجيش في طريقة مقاربة الموازنة واقع الجيش، ولا يسعنا إلا أن نؤكد وقوفنا بجانب الجيش. نعم، ليس الجيش بأي حال من الأحوال سبب العجز في البلد، وربما بوابة الإصلاح تكمن في دعم موازنته لا قضمها، فجهود الجيش كانت وستبقى صمام الأمان لبقاء لبنان الكيان. ثقافة الصفقات قد تأكل في طريقها الاخضر واليابس، وضمانة هذا البلد عبر عنها الرئيس الحريري، في مؤتمر القمة العربية الطارئة. فحين لفت إلى الاثمان التي ندفعها نتيجة حروب الآخرين على أرضنا، ولما طالب بمساعدة لبنان وبخاصة لتخطي أزمة النازحين السوريين وشدد على ضرورة التضامن العربي واستنكر الاعتداءات التي يتعرض لها الأشقاء، كان خير من وصف الطريق الصحيح الذي يختزل الرؤية الحقيقية التي ينبغي أن نمتلكها كدولة ومواطنين لنصون بلدنا من كل ما يجري حولنا”.
واشار في بيان الى ان “انتقاد الأمين العام لحزب الله لخطاب الرئيس الحريري جاء تصعيديا، يستهدف الدولة ومؤسساتها لا الحريري وتياره السياسي. فحين يطالب سماحة الأمين العام الدولة بالتزامها النأي بالنفس، فيما يتيح لنفسه وللتيارات السياسية الأخرى أن تقول ما تشاء وتتصرف كما تشاء، ماذا يعني عمليا هذا الكلام؟ ألا يعني بوضوح أن على الدولة أن تكون تابعة لمكوناتها وليس العكس؟”
وتابع: “يا سيد حسن، أملنا وما زلنا نأمل بقدرتنا معا على بناء الدولة، وهذه القدرة لا يمكننا أن نترجمها معا، إن سكتت الدولة، وتحدث هذا الحزب وذاك التيار. فربما موازين القوى العسكرية تسمح لكم بأن تتحدثوا وتتصرفوا، فيما غيركم يتحدث ورهانه أن تتصرف الدولة، هذه الجدلية علينا فعلا أن نضعها على طاولة البحث، ونتصارح فيها، عسانا نصل معا إلى ما يرضي أبناء هذا البلد الحالمين بغد أفضل، في ظل سيادة الدولة من خلال مؤسساتها الشرعية، وتوظيف كل الطاقات الوطنية، ولا شك أن طاقات المقاومة من أهم الطاقات التي يمكنها أن توظف، في سبيل قيام لبنان الدولة، دون أن يكون ملحقا بأي محور إقليمي، ولكي يكون قراره الحر هو قرار دولته ومسؤوليه”.
وناشد طعمه “كل القوى السياسية، إبقاء لبنان بعيدا من طبول الحرب التي تعزف في المنطقة. فلنثبت ما يجمعنا ولنتصارح فيما يفرقنا، فالصراحة مفتاح الصادقين لينجزوا التغيير المطلوب”.