دان رئيس “لقاء الاعتدال المدني” النائب السابق مصباح الاحدب العملية الإرهابية التي حصلت في طرابلس، الاثنين، وأدت إلى استشهاد عسكريين وأمنيين.
الأحدب، وخلال مؤتمر صحافي عقده في دارته في طرابلس، استهل كلامه بتقدم “خالص العزاء لذوي العسكريين، الذين استشهدوا في أحداث ليلة أمس الأليمة، فالمدينة كلها حزينة بلا عيد، تبكي أبناءنا بالمؤسسات العسكرية الذين قدموا أرواحهم رخيصة ليحموا الوطن”، متوجها بالتحية إلى “أهلي في طرابلس، فقد أثبتم مرة أخرى مدى وطنيتكم وانتمائكم للبنان، لأنكم أرشدتم الأجهزة الأمنية لتضع حدا للارهابي الذي قتل العسكريين”.
وقال: “يا من تسعون اليوم خلف لقمة عيش العسكريين اللبنانيين، وتعملون على تخفيض موازنات القوى الأمنية، أما آن لكم أن تستحوا؟ ألم تروا كيف يحمل هؤلاء جنود الوطن أرواحهم على أكفهم، ثم تهدر دماؤهم على الطرقات، ألا يكفيكم هذا المشهد لتكفوا أيديكم عن أدنى حقوقهم، بينما تهدرون الوقت في حماية ثرواتكم وتكديسها، بدل حماية مجتمعنا”.
أضاف: “هنا، يجدر التذكير بأن طرابلس قد أتمت عامها الخامس، على إعلانها منطقة عسكرية، تطبق فيها خطة أمنية لم تنته حتى الساعة”، سائلا “ما هو العمل الذي أوكلته السلطة لبعض الأجهزة الأمنية في طرابلس؟ هل هو اجتثاث الإرهاب الفعلي؟ أم توقيف وقمع الناشطين على وسائل التواصل وفبركة الملفات والتهم لهم في المراحل الانتخابية؟ أليس حريا بالأجهزة الأمنية أن تنشغل بمتابعة ومراقبة من يخرج من السجن، بعد ادانته بالقتال مع داعش في الرقة؟ “، مؤكدا أنه “يجب إعادة نظر بتصرفات بعض الأجهزة في هذه المراحل الحساسة”.
وتابع: “عندما نرى الأحكام الجائرة، التي تصدر بحق أبناء طرابلس الموقوفين احتياطيا، ولم تفتح ملفاتهم منذ سنوات طويلة، بينما بالمقابل نرى أن عنصرا من داعش قاتل في الرقة، يحكم بالسجن لسنة ونصف، ثم يخلى سبيله، حينها تتبلور مشكلتنا مع بعض القضاة الذين نضع دماء العسكريين الشهداء في رقابهم، فهذه الأحكام فضيحة فساد والقضاة الذين يتخذونها يجب محاسبتهم. فلقد بات واضحا، أن بعض السياسيين وبعض القضاة وبعض الأجهزة الأمنية، لا يحاربون الإرهاب، إنما يحاربون مجتمعا بأكمله”، معتبرا أن “ملف الممثل زياد عيتاني هو أكبر إثبات على سياسة إطلاق سراح المرتكب ومحاكمة المظلوم، فهذا الظلم هو الذي يخلق الإرهاب بالبلد”.
وقال: “لا بد أن أتوجه بالتحية لوزيرة الداخلية ريا الحسن، التي عاينت ميدانيا مكان الهجوم الإرهابي في طرابلس، فيما كنا نتمنى على وزير الدفاع أن يزور المدينة، لأنها أيضا على الخارطة اللبنانية، وقد تعرض الإرهابي للجيش اللبناني وسقط منه شهيدان فيها. فنشكر معالي الوزيرة على وجودها في طرابلس، وعلى المقاربة الجدية والفعلية والشجاعة التي قدمتها للموضوع، لا سيما أن البعض كان يستغل مثل هذه الأحداث، ليعاقب المجتمع بأكمله، كما أشكرها أيضا على معالجتها لوضع السجون، لأن الانتقام من سجناء، غالبيتهم موقوفون احتياطيا وبدون محاكمة، هو سياسة توليد الظلم بعينها”.
أضاف: “اليوم نحن على أبواب انتخاب مفت جديد لطرابلس، ونتمنى أن لا يتم من جديد انتقاء مفت للسلطة، همه حماية مصالح السياسيين فقط، إذ للمفتي دور أساسي في احتواء غزو الإرهاب الفكري وغسيل الأدمغة، حيث تتم صناعة تكفير الجيش وتشريع قتاله، فنتمنى أن يكون المفتي الجديد يمتلك الوعي والحكمة والرؤية والمشروع، لكيفية التعامل مع المغسول دماغهم من جهة، ومن جهة ثانية لاحتضان المظلومين الأبرياء من شباب مناطقنا القابعين في السجون ظلما، ووضع حد لمظلوميتهم”.
وختم “أتوجه للمتعصبين والمتهورين والمتطرفين الموجودين في السلطة، الذين ظنوا أن بإمكانهم وضع اليد على طرابلس ومقدراتها ومداخيلها ووظائفها، عبر ضربها أمنيا، أنتم بهذه الطريقة لا تهددون استقرار طرابلس فحسب، بل أنتم تخربون كل لبنان، لأن طرابلس هي خط الدفاع الأخير عن البلد، وإلا سيكون لبنان كله، لا سيما بكركي في دائرة الخطر”.